برلين – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
أعلنت الحكومة الألمانية عن خطة غير مسبوقة لتحديث منظومة الحماية المدنية، بتخصيص عشرة مليارات يورو حتى عام 2029. الخطوة تأتي في ظل تصاعد المخاطر الطبيعية والأمنية، ورغبة السلطات في رفع قدرة البلاد على مواجهة الأزمات والكوارث.
تشمل الخطة شراء نحو 1500 مركبة جديدة لفرق الإطفاء والإسعاف، إلى جانب إنشاء مراكز قيادة متنقلة مجهزة بأحدث تقنيات الاتصالات. كما ستتم توسعة شبكة صفارات الإنذار التي تغطي المدن والقرى، مع إدخال نظام إنذار رقمي مباشر عبر الهواتف الذكية لجميع السكان.
من أبرز عناصر المشروع إعادة تأهيل الملاجئ العامة التي ظلت لعقود خارج الخدمة أو أُهملت بعد الحرب الباردة. حالياً لا تستوعب الملاجئ سوى 480 ألف شخص فقط، وهو رقم ضئيل مقارنة بعدد سكان ألمانيا الذي يتجاوز 80 مليون نسمة. لذلك تخطط الحكومة لتوسيع القدرة الاستيعابية بشكل تدريجي وإعادة تهيئة البنى التحتية المخصصة للحالات الطارئة.
وزير الداخلية الألماني شدد على أن هذه الخطة تمثل “استثماراً في أمن المجتمع”، مؤكداً أن مواجهة التغير المناخي والتهديدات الجيوسياسية تتطلب استعداداً دائماً. وأضاف أن الهدف ليس فقط توفير حماية للأفراد، بل ضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة في أي ظرف استثنائي.
المعارضة البرلمانية رحبت بالمشروع من حيث المبدأ، لكنها انتقدت غياب جدول زمني واضح لتنفيذ بعض البنود، محذّرة من تكرار التأخيرات البيروقراطية التي عرقلت خططاً سابقة. في المقابل، دعت جمعيات الدفاع المدني إلى إشراك المجتمعات المحلية في التدريب على خطط الطوارئ لزيادة الوعي الشعبي.
هذه الخطوة تعكس إدراكاً متزايداً لدى ألمانيا، ومعها دول أوروبية أخرى، بأن تحديات القرن الحادي والعشرين لم تعد مقتصرة على الأزمات المالية والسياسية، بل تشمل أيضاً الكوارث الطبيعية، الهجمات السيبرانية، والمخاطر الأمنية العابرة للحدود.
