طوكيو – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إشيبا استقالته المفاجئة من منصبه، في خطوة أرجعها إلى أسباب صحية وضغوط سياسية متزايدة، ما فتح الباب أمام سباق داخلي في الحزب الحاكم لاختيار خليفة له. القرار جاء في وقت حساس تشهد فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متصاعدة.
إشيبا، الذي تولى رئاسة الحكومة قبل أقل من عامين، واجه في الأشهر الأخيرة تراجعاً واضحاً في شعبيته بسبب تباطؤ النمو وارتفاع أسعار الطاقة، إضافة إلى انتقادات متزايدة حول إدارته للسياسة الخارجية تجاه الصين وكوريا الشمالية. تقارير إعلامية يابانية أشارت إلى أن ضغوطاً من داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي ساهمت في تسريع قرار الاستقالة.
الحزب الحاكم أعلن أنه سيعقد انتخابات داخلية خلال أسابيع لاختيار زعيم جديد يقود الحكومة حتى الانتخابات العامة المقبلة. بين الأسماء المتداولة لتولي المنصب شخصيات بارزة من جناح الحزب التقليدي، إضافة إلى بعض الوجوه الصاعدة التي تطالب بإصلاحات جذرية في السياسات الاقتصادية.
ردود الفعل في الأسواق لم تتأخر، إذ شهد الين الياباني تراجعاً أمام الدولار مع زيادة المخاوف من حالة عدم اليقين السياسي. كما تراجعت مؤشرات الأسهم في بورصة طوكيو بفعل قلق المستثمرين من احتمال اضطراب السياسات الاقتصادية.
المحللون يرون أن الاستقالة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الحزب الحاكم على الحفاظ على وحدته الداخلية، خصوصاً أن المعارضة تحاول استغلال الموقف للدعوة إلى انتخابات مبكرة. وفي ظل التحديات الأمنية في المنطقة والتباطؤ الاقتصادي العالمي، فإن أي تغيير في القيادة قد تكون له انعكاسات تتجاوز الحدود اليابانية.
بهذه الاستقالة تدخل اليابان مرحلة جديدة من الغموض السياسي، حيث يترقب الداخل والخارج ملامح القيادة المقبلة وما إذا كانت قادرة على استعادة ثقة الشارع وإعادة توجيه دفة الاقتصاد والسياسة الخارجية.
