توفي محمد بنعيسى، الدبلوماسي والوزير المغربي الأسبق، ليلة الجمعة-السبت (28 فبراير/1 مارس 2025) في المستشفى العسكري بالرباط عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
عرف الراحل بمسيرة مهنية حافلة امتدت لعقود، بدأها في مجال الصحافة قبل أن ينتقل إلى الساحة السياسية في سبعينيات القرن الماضي، لينتهي به المطاف رمزًا ثقافيًا بارزًا ومؤسسًا لموسم أصيلة الثقافي.
المسار الأكاديمي والإعلامي
ولد محمد بنعيسى في 3 يناير 1937 بمدينة أصيلة، وسافر في سن السادسة عشرة إلى مصر لدراسة الصحافة. في عام 1961، حصل على منحة لمتابعة دراسته العليا في الولايات المتحدة، حيث نال درجة البكالوريوس في الاتصالات من جامعة مينيسوتا عام 1963. وفي عام 2007، كرّمته الجامعة بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لإسهاماته.
المسار السياسي والدبلوماسي
بدأ بنعيسى مشواره السياسي كمستشار في المجلس البلدي لمدينة أصيلة عام 1976، ثم انتُخب نائبًا برلمانيًا عن المدينة سنة 1977، قبل أن يتولى رئاسة بلديتها منذ عام 1983 لعدة ولايات.
شغل منصب وزير الثقافة بين عامي 1985 و1992، ثم عُيّن سفيرًا للمملكة المغربية لدى الولايات المتحدة من 1993 حتى 1999. لاحقًا، تولى منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون من 1999 إلى 2007، حيث لعب دورًا محوريًا في السياسة الخارجية للمغرب.
الإرث الثقافي
ظل محمد بنعيسى مرتبطًا بالمجال الثقافي حتى بعد مغادرته العمل السياسي والدبلوماسي، حيث كان المؤسس والأب الروحي لموسم أصيلة الثقافي، الذي استمر لأكثر من أربعة عقود، بالتعاون مع صديقه الفنان التشكيلي محمد المليحي.
كما شغل منصب الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، التي تشرف على تنظيم هذا الحدث الثقافي المرموق، والذي أصبح من أبرز الفعاليات الثقافية على المستويين الوطني والإقليمي.
