كوبنهاغن – 26 سبتمبر 2025 | عرب 24
إغلاق مطار جديد بسبب مسيّرات
أعلنت الشرطة الدنماركية مساء الخميس عن رصد جديد لطائرات مسيّرة مجهولة قرب مطار ألبورغ شمالي البلاد، ما أدى إلى إغلاق المطار لساعات وتعليق عدة رحلات جوية. بعد نحو ساعة استؤنف الطيران، لكن ثلاث رحلات وصول ورحلة مغادرة أُلغيت حتى منتصف الليل.
هذه الحادثة تأتي بعد أيام من تعطيل مطار كوبنهاغن بسبب تحليق مسيّرات كبيرة الحجم، وهو ما وصفته الحكومة الدنماركية بأنه «أخطر هجوم على البنية التحتية الحيوية» في تاريخ البلاد.
مفاجأة صحفية: سفينة روسية دون إشارة
بينما ركزت التحقيقات بدايةً على ناقلات نفط تابعة لما يُعرف بـ«الأسطول الخفي» الروسي، كشفت صحيفة Ekstra Bladet عن تطور لافت:
-
سفينة الإنزال الروسية «ألكسندر شابالين» رُصدت دون إشارة ملاحة قرب جزيرتي لانغيلاند ولولاند، على بعد 12 كيلومتراً فقط من الساحل الدنماركي.
-
المسافة بين موقع السفينة والمطارات والمواقع العسكرية التي شهدت تحليق المسيّرات تراوحت بين 70 و270 كيلومتراً.
السفينة، التي تعود لأسطول البلطيق الروسي وميناؤها الأساسي في كالينينغراد، بُنيت عام 1985 وتستوعب 10 دبابات و340 جندياً، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي ومدفعية وصواريخ.
هل أُطلقت المسيّرات من السفينة؟
وجود السفينة بالتزامن مع الهجمات يثير شكوكا واسعة حول احتمال استخدامها كمنصة عائمة لإطلاق المسيّرات أو لتجارب في الحرب الهجينة.
المحقق الرئيسي لدى شرطة كوبنهاغن ينس يسبيرسن صرّح أن المسيّرات «أكبر بكثير من النماذج التجارية العادية» وتبدو «موجهة باحترافية عالية»، مرجحاً أن الهدف كان التدريب أو الاستطلاع أكثر من كونه هجوماً مباشراً.
دعم فرنسي وتحذيرات حكومية
رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن قالت في خطاب مصوّر إن بلادها كانت «ضحية لهجمات هجينة» خلال الأيام الماضية، محذّرة من أن هذه العمليات قد تتكرر بوتيرة أكبر.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر عن «تضامن فرنسا الكامل» مع كوبنهاغن، معلناً استعداد بلاده لدعم حماية الأجواء الدنماركية وتقديم تقييمات أمنية مشتركة.
نفي روسي
من جهته، نفى الكرملين أي صلة بمسيّرات أو أنشطة عسكرية قرب الدنمارك. المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف وصف الاتهامات بأنها «لا أساس لها»، فيما قال السفير الروسي في كوبنهاغن إن «الغرب يسعى لاستفزاز مواجهة عسكرية مع روسيا».
الخلاصة
بين النفي الروسي والتحذيرات الأوروبية، يبقى الواقع أن سفينة حربية روسية بلا إشارة تم اكتشافها على بعد كيلومترات قليلة من الأراضي الدنماركية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد هجمات مسيّرات غير مسبوقة. الحدث يعزز المخاوف من اختبار روسيا لأساليب جديدة من الحرب الهجينة ضد الناتو.