كولونيا – 9 سبتمبر 2025 | عرب 24
شهدت مناطق واسعة في ولاية شمال الراين-وستفاليا ليل الاثنين – الثلاثاء هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة، ما أدى إلى فيضانات محلية وعمليات إنقاذ متواصلة. السلطات حذّرت من أن الخطر الأكبر يتركز في نوردأيفل ومنطقة نهر الراين الأدنى، فيما استعاد سكان وادي أهر ذكريات مريرة من كارثة 2021.
استنفار أمني واسع
في مدينة بيدبورغ وحدها سجلت فرق الإطفاء أكثر من 150 تدخلاً خلال ساعات الليل، بعدما غمرت المياه الشوارع والمنازل وامتلأت الأقبية. بلغ منسوب الأمطار هناك 120,5 لتر لكل متر مربع حتى الثامنة صباحاً، أي ما يعادل نصف معدل الشهر بأكمله. في كاستر، أحد أحياء المدينة، وصل الماء إلى مستوى الركبة، ما اضطر بعض السكان إلى مغادرة منازلهم.
وفي مونشنغلادباخ، تدخلت فرق الطوارئ لإنقاذ عالقين داخل سياراتهم، فيما تعطّل المرور على طرق رئيسية، بينها نفق الجامعة على الطريق السريع A46 في دوسلدورف الذي غمرته المياه.
مناطق تحت الخطر
هيئة المياه المحلية حذرت من ارتفاع منسوب نهر إرفت إلى الدرجة الثالثة من أصل أربع درجات تحذيرية، فيما تواصلت الزيادة على روافد نهر الرور ونهر فورم. خبراء الأرصاد أكدوا أن العاصفة تتحرك ببطء شديد، ما يزيد من خطورة الفيضانات.
الدكتور كارستن برانت، خبير المناخ في موقع Donnerwetter.de، أوضح أن “وادي أهر لن يشهد هذه المرة فيضاناً كبيراً”، مشيراً إلى أن العاصفة اتجهت نحو الشمال. لكنه حذر في المقابل من مخاطر جسيمة في مناطق نوردأيفل والراين الأدنى، حيث يتوقع أن تصل مستويات المياه إلى ذروتها خلال اليوم.
مقارنات مع كارثة 2021
الذاكرة الألمانية لا تزال مثقلة بكارثة فيضان يوليو 2021، الذي تسبب بمقتل أكثر من 180 شخصاً في ولايتي شمال الراين-وستفاليا وراينلاند-بفالتس. السلطات أكدت أن الوضع الحالي مختلف، رغم التشابه في حجم الأمطار، مشيرة إلى أن الأنظمة الإنذارية والاستعدادات تحسنت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين.
توقعات الطقس
المركز الألماني للأرصاد الجوية (DWD) توقع استمرار الأمطار الغزيرة حتى ظهر الثلاثاء في ولايات الغرب، مع كميات تصل إلى 60 لتراً في المتر المربع. في ساعات المساء، من المنتظر أن ينتقل نطاق العاصفة نحو الشمال الشرقي، حيث يمكن أن تتأثر مناطق على طول نهر إلبه.
الخلاصة
أمطار سبتمبر الغزيرة أعادت القلق إلى سكان غرب ألمانيا وأظهرت أن البلاد ما زالت عرضة لمخاطر الطقس المتطرف رغم الاستعدادات. وبينما يتنفس وادي أهر الصعداء هذه المرة، تبقى مدن شمال الراين-وستفاليا في حالة تأهب قصوى حتى انحسار العاصفة.