بروكسل – 9 سبتمبر 2025 | عرب 24
أعلنت وكالة اللجوء الأوروبية أن عدد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي تراجع بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 23 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ألمانيا سجّلت الانخفاض الأكبر بنسبة 43 في المئة، حيث لم يتجاوز عدد الطلبات 70 ألفاً، بعدما كانت قبل سنوات الوجهة الأولى للاجئين في القارة.
السبب الرئيسي: سوريا بعد الأسد
منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، انخفضت طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى الثلث تقريباً. ففي حين سجّل نوفمبر الماضي نحو 12 ألف طلب، لم يتجاوز العدد في يونيو 2025 سوى 2600. وبلغ إجمالي طلبات اللجوء المقدمة من السوريين خلال النصف الأول من العام 25 ألفاً فقط، مقارنة بـ 75 ألفاً في العام السابق.
الوكالة أوضحت أن كثيراً من السوريين الذين كانوا يفكرون باللجوء إلى أوروبا باتوا أكثر تفاؤلاً بإمكانية العودة إلى بلادهم والمساهمة في إعادة إعمار مدنهم ومجتمعاتهم. كما لوحظت حالات لسوريين سحبوا طلبات لجوئهم بعد تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق.
جنسيات أخرى
لم يقتصر التراجع على السوريين فقط، إذ انخفضت طلبات اللجوء من الأفغان والأتراك أيضاً. ويرى مراقبون أن هذا الانخفاض يعكس مزيجاً من العوامل، بينها تشديد الرقابة على طريق البلقان وتعاون أوروبي أكبر مع دول شمال أفريقيا للحد من تدفق المهاجرين.
ألمانيا: نزاع قانوني رغم التراجع
ورغم هذا التراجع الكبير في الأعداد، فإن المحاكم الألمانية تشهد تزايداً في قضايا الطعن المقدمة من طالبي اللجوء المرفوضين. فقد سجّلت المحاكم الإدارية حتى نهاية يونيو أكثر من 76 ألف دعوى جديدة، وهو رقم يتجاوز ما سُجّل في كامل عام 2023. أكثر هذه القضايا سُجل في ولايات شمال الراين-وستفاليا وبافاريا وسكسونيا السفلى.
الخلاصة
الأرقام تكشف عن مرحلة جديدة في ملف الهجرة واللجوء في أوروبا. فبينما ينخفض الضغط العددي بفضل التحولات في سوريا وتشديد الرقابة الحدودية، تبقى معركة الإجراءات القانونية والتكامل الاجتماعي التحدي الأكبر أمام العواصم الأوروبية، خاصة برلين التي ما زالت تستوعب آثار موجات اللجوء الكبرى في السنوات الماضية.
