غزة – 9 سبتمبر 2025 | عرب 24
أكد تقرير صادر عن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، التي تضم 21 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، أن قطاع غزة يشهد رسمياً حالة مجاعة هي الأولى منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين. التقرير حذر من أن حياة أكثر من 132 ألف طفل دون سن الخامسة باتت مهددة بسبب سوء التغذية الحاد.
واقع مأساوي
شهادات طبية وصور مسربة من مستشفيات غزة كشفت عن أطفال هزيلين يمكن عدّ أضلاعهم من بعيد، وأمهات فقدن وزنهن بشكل خطير حتى عجزن عن إرضاع أطفالهن. وزارة الصحة في غزة أعلنت أن نحو 400 شخص، معظمهم أطفال، قضوا منذ بداية الشهر بسبب الجوع وسوء التغذية، بينما يعاني الآلاف من أمراض مرتبطة بنقص الغذاء والمياه النظيفة.
الرد الإسرائيلي
الحكومة الإسرائيلية رفضت نتائج التقرير ووصفتها بـ«الأكاذيب السياسية»، مشيرة إلى أن غزة «غمرت بالمساعدات الغذائية» خلال الأسابيع الماضية. غير أن منظمات الإغاثة تؤكد أن ما يدخل لا يتجاوز 100 شاحنة يومياً، بينما تحتاج المنطقة إلى 500 شاحنة على الأقل وفق تقديرات الأمم المتحدة.
انتقادات متصاعدة
منظمات دولية بينها «هيومن رايتس ووتش» اتهمت إسرائيل باستخدام الحصار كسلاح جماعي، وحمّلتها مسؤولية تفاقم الأزمة بعد قرارها وقف إدخال المساعدات لمدة 78 يوماً في الربيع الماضي. خبراء أشاروا إلى أن هذا التوقف الطويل تسبب في انهيار قدرة آلاف الأطفال على مقاومة الجوع، ما أدى إلى «حلقة مميتة» يصعب كسرها حتى مع استئناف إدخال المواد الغذائية.
صراع على الرواية
إسرائيل اتهمت حركة «حماس» بالاستيلاء على المساعدات وتوزيعها بشكل غير عادل أو بيعها في السوق السوداء. لكن تقارير مستقلة من منظمات إغاثة دولية ووكالة التنمية الأمريكية «USAID» نفت وجود أدلة على عمليات نهب واسعة النطاق، مرجحة أن الفوضى والنهب الشعبي نتيجة مباشرة لانعدام الأمن الغذائي والخوف من توقف المساعدات.
الخلاصة
بين الاتهامات المتبادلة، تبقى الحقيقة الماثلة أن آلاف العائلات في غزة تواجه الجوع والموت البطيء. إعلان المجاعة رسمياً يمثل نقطة تحول خطيرة، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد: كيف يمكن إيصال الغذاء والدواء إلى المدنيين وسط حصار خانق وقصف متواصل؟