غزة – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
واصل الجيش الإسرائيلي هجماته المكثفة على مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، مستهدفاً الأبراج السكنية والبنى التحتية في إطار خطة عسكرية تهدف، بحسب المراقبين، إلى دفع السكان نحو النزوح القسري. الغارات الأخيرة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، في وقت تعاني فيه المستشفيات من عجز حاد ونقص في الإمدادات الطبية.
حصيلة بشرية ثقيلة
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن 87 شخصاً استشهدوا خلال 24 ساعة، فيما أصيب أكثر من 400 آخرين. ومنذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت الحصيلة إلى 64,368 شهيداً و162,776 مصاباً. كما سجلت الوزارة وفاة خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا المجاعة إلى 387، بينهم 138 طفلاً.
دمار واسع في البنية السكنية
الدفاع المدني في غزة أكد أن الغارات الإسرائيلية دمرت أكثر من 50 بناية بشكل كامل وألحقت أضراراً جزئية بمئة أخرى، فضلاً عن استهداف خيام النازحين، ما أدى إلى تدمير أكثر من 200 خيمة. القصف طال أيضاً مدارس ومرافق حيوية، بينها مدرسة الفرابي التي كانت تؤوي نازحين قرب ملعب اليرموك.
أوضاع إنسانية كارثية
الوضع الصحي في القطاع بلغ مرحلة حرجة. مدير عام وزارة الصحة، منير البرش، أكد أن نقص الإمكانيات يحول دون مواجهة تفشي الأمراض الجديدة. وأطلقت الوزارة نداء عاجلاً للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين، كما وجهت استغاثة إلى الأردن لإعادة تشغيل المستشفى الميداني في غزة وخان يونس.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” اعتبرت أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستوى كارثياً حتى قبل التصعيد الأخير، داعية إلى فرض حظر تسليح على إسرائيل وعقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات.
توسع ميداني إسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن الجيش “يعمّق التوغل” داخل غزة، مشيراً إلى نزوح نحو 100 ألف شخص من المدينة. القوات الإسرائيلية وسّعت عملياتها شمالاً باتجاه منطقة الشيخ رضوان، بعد تدمير واسع في جباليا. تقارير عبرية أشارت إلى خطة عسكرية تحمل اسم “عربات جدعون 2” تستهدف تفريغ المدينة من سكانها.
مقاومة وضغط متواصل
في المقابل، أعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت مستوطنة “نتيفوت” بصاروخين. الجيش الإسرائيلي اعترف بإطلاق قذائف صاروخية من القطاع، مؤكداً اعتراض أحدها وسقوط الآخر في منطقة مفتوحة.
مأساة مستمرة
المشاهد القادمة من غزة تعكس حجم المأساة الإنسانية. جثامين الشهداء تتكدس في المستشفيات، والأهالي يودّعون أبناءهم وسط دموع وصراخ يختلط بأصوات القصف. أصوات الاستغاثة لا تتوقف، فيما يواصل الاحتلال توسيع عملياته، مهدداً بمزيد من التدمير للأبراج السكنية.
الأمم المتحدة أعربت عن قلقها من استهداف المزيد من المباني العالية، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى نزوح أعداد متزايدة من السكان الذين فقد كثير منهم أماكنهم عدة مرات. في الوقت نفسه، تبقى الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار دون استجابة إسرائيلية واضحة.