كييف – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف ليلة دامية بعد تعرضها لأكبر هجوم جوي منذ أشهر، إذ أعلنت السلطات أن الدفاعات الجوية تعاملت مع أكثر من 800 طائرة مسيرة و13 صاروخاً أطلقتها القوات الروسية خلال ساعات قليلة.
الانفجارات العنيفة هزّت أحياء متعددة من العاصمة، فيما اندلع حريق كبير قرب الحي الحكومي وأحياء سكنية وسط المدينة. وزارة الداخلية الأوكرانية أكدت سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى، بينهم أطفال، مشيرة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار أعمال الإنقاذ تحت الأنقاض.
الجيش الأوكراني أوضح أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ، لكن بعض المسيرات تمكنت من إصابة منشآت حيوية. ورغم كثافة الهجوم، أعلن المسؤولون أن البنية التحتية للطاقة صمدت، إلا أن انقطاعات متفرقة في الكهرباء والاتصالات سُجلت في كييف ومناطق مجاورة.
ردود الفعل لم تقتصر على الداخل الأوكراني. بولندا أعلنت رفع حالة التأهب في سلاحها الجوي، مؤكدة أن مقاتلاتها حلّقت لحماية المجال الجوي من أي خروقات. في الوقت نفسه، دعا الرئيس الأوكراني المجتمع الدولي إلى تسريع تزويد بلاده بمنظومات دفاع جوي حديثة، محذراً من أن روسيا “تسعى لإغراق أوكرانيا في الظلام والفوضى”.
بالتوازي، أفادت مصادر روسية بأن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت مجدداً منشآت نفطية في مقاطعة بريانسك قرب الحدود، بما في ذلك أجزاء من خط أنابيب “دروجبا” الذي يزوّد أوروبا بالنفط. موسكو اتهمت كييف بتوسيع نطاق الهجمات إلى عمق الأراضي الروسية، معتبرة ذلك “تصعيداً خطيراً”.
المراقبون يرون أن هذا التصعيد العسكري يعكس رغبة موسكو في اختبار قدرة الدفاعات الأوكرانية واستنزافها، بينما تسعى كييف لإظهار قدرتها على ضرب البنية التحتية الروسية الاستراتيجية. التطورات الميدانية الأخيرة تنذر بمرحلة أكثر حدة من الحرب، وسط غياب أي أفق قريب للتسوية السياسية.
