هيئة التحرير
Published شهر واحد ago on 8 سبتمبر, 2025-1 views

لندن – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تعديل وزاري واسع النطاق شمل نحو نصف أعضاء حكومته، في خطوة تعكس محاولته تعزيز قبضته السياسية ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

أبرز التغييرات تمثلت في إسناد وزارة الخارجية إلى إيفيت كوبر، التي اكتسبت خبرة طويلة في الشؤون البرلمانية، فيما تولت شبانه محمود وزارة الداخلية، لتصبح أول امرأة مسلمة في هذا المنصب السيادي. أما وزارة المالية فبقيت بيد رايتشل ريفز، التي تحظى بثقة الأسواق والدوائر الاقتصادية. هذه التشكيلة جعلت النساء يتولين الوزارات الثلاث الأهم في بريطانيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

التعديل يأتي في وقت حساس يشهد فيه المشهد السياسي البريطاني تحولات لافتة. حزب ريفورم، بزعامة نايجل فاراج، يحقق تقدماً سريعاً في استطلاعات الرأي، حيث يقترب من حصد 30 في المئة من نوايا التصويت، ما يجعله المنافس الأبرز لحزب العمال الحاكم. الحزب يعتمد خطاباً متشدداً في ملف الهجرة، ويعارض السياسات المناخية المكلفة، الأمر الذي أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة بين فئات متضررة من ارتفاع تكاليف المعيشة.

المراقبون يرون أن ستارمر يسعى عبر التعديل الوزاري إلى إظهار حكومة أكثر قوة وتماسكاً، في محاولة لتقليص الفجوة مع الناخبين الذين انجذبوا إلى خطاب فاراج. لكن الصعوبات الاقتصادية، خصوصاً تباطؤ النمو وارتفاع أسعار الطاقة، تظل عقبة أمام استعادة الثقة الشعبية.

من جهة أخرى، أبدت أسواق المال تفاؤلاً حذراً إزاء استمرار رايتشل ريفز في وزارة المالية، معتبرة أن ذلك يضمن قدراً من الاستقرار في السياسة الاقتصادية. غير أن صعود ريفورم يثير قلق المستثمرين الذين يخشون من انعكاسات محتملة على علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي وسياساتها التجارية.

بريطانيا تجد نفسها اليوم أمام مشهد سياسي مفتوح على احتمالات عديدة، حيث يتنافس حزب العمال وحزب ريفورم على صياغة ملامح المرحلة المقبلة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على حكومة ستارمر.

Breaking News
error: Content is protected !!