بروكسل – 8 سبتمبر 2025 | عرب 24
أصدرت المفوضية الأوروبية قراراً بفرض غرامة قياسية على شركة غوغل بلغت 2.95 مليار يورو، بعد تحقيقات مطولة خلصت إلى أن الشركة استغلت موقعها المهيمن في سوق الإعلانات الرقمية على نحو يضر بالمنافسة العادلة. القرار يعدّ من أكبر العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركة تكنولوجيا أمريكية منذ أكثر من عقد.
بحسب المفوضية، استخدمت غوغل أدواتها لاحتكار السوق وإقصاء منافسين أصغر من الوصول إلى المستخدمين والمعلنين. وأكدت بروكسل أن الخطوة تهدف إلى إعادة التوازن لسوق الإعلانات الرقمية، الذي يقدر حجمه بمليارات اليوروهات سنوياً، ومنح الشركات الأوروبية فرصاً أكبر للمنافسة.
المفوضية منحت الشركة مهلة 60 يوماً لتقديم التزامات واضحة لإصلاح ممارساتها. وأشارت إلى أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى إجراءات أشد، تصل نظرياً إلى مطالبة غوغل بفصل نشاط الإعلانات عن باقي أعمالها.
رد الفعل الأمريكي لم يتأخر. فقد هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، قرار بروكسل بشدة، وهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، معتبراً أن الغرامة “إجراءً عدائياً ضد الابتكار الأمريكي”.
الخطوة الأوروبية أثارت ردود فعل متباينة في أسواق المال. فقد تراجعت أسهم شركة “ألفابت”، الشركة الأم لغوغل، بشكل ملحوظ، فيما ارتفعت أسهم شركات تكنولوجيا أوروبية أصغر ترى في القرار فرصة لتوسيع حصتها السوقية.
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس للعلاقات التجارية عبر الأطلسي، حيث تتنامى الخلافات حول السياسات الصناعية والتكنولوجية. مراقبون حذروا من أن التوتر بين الجانبين قد ينعكس سلباً على مفاوضات تجارية جارية بشأن اتفاقيات جديدة.
بهذه العقوبة، يبعث الاتحاد الأوروبي برسالة قوية مفادها أنه لن يتساهل مع ممارسات الاحتكار، حتى عندما يتعلق الأمر بأكبر شركات التكنولوجيا العالمية. لكن ما إذا كانت واشنطن سترد بخطوات عملية قد يشكل اختباراً جديداً للعلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.