فرانكفورت – 4 سبتمبر 2025 | عرب 24
أعلنت بورصة فرانكفورت عن استبعاد شركة بورشه AG من مؤشر DAX، وهو المؤشر الرئيسي للأسهم الألمانية، وذلك اعتبارًا من 22 سبتمبر الجاري. القرار يشكّل ضربة رمزية قوية لصناعة السيارات الألمانية، إذ تفقد إحدى أكثر العلامات التجارية شهرة وبريقًا مكانتها بين كبرى الشركات المدرجة.
بورشه: من رمز الفخامة إلى ضحية الأزمات
- خلال 12 شهرًا، خسرت أسهم بورشه نحو ثلث قيمتها السوقية.
- مبيعات السيارات التقليدية تراجعت، فيما يواجه قطاع السيارات الكهربائية تباطؤًا حادًا في النمو.
- الرسوم الجمركية الأميركية والطلب الضعيف في الصين زادت من متاعب الشركة.
- النتيجة: انهيار أرباح بورشه بنسبة 91%، لتتحول من “سيارة سباق” إلى “طيار متعثر”، وفق توصيف محللين.
رئيس الشركة أوليفر بلومه حاول طمأنة الأسواق قائلاً:
“رغم الهبوط، ما زالت بورشه من بين كبرى الشركات الألمانية المدرجة. لدينا الطموح الواضح للعودة إلى DAX قريبًا.”
أزمة أوسع في صناعة السيارات الألمانية
خروج بورشه ليس حالة معزولة، بل جزء من أزمة تعصف بقطاع السيارات:
- BMW: أرباح النصف الأول من 2025 تراجعت بنسبة 29%.
- مرسيدس: هبوط أرباح يتجاوز 40%.
- فولكسفاغن: انخفاض أرباح بنسبة 41% إلى 2.19 مليار يورو.
- بورشه: الأسوأ بين الكبار بخسائر 91%.
في المجمل، خسر القطاع أكثر من 50 ألف وظيفة في عام واحد، ما يضع “ألمانيا – أمة السيارات” أمام تحدٍّ تاريخي.
انعكاسات على المستثمرين
المحلل المالي يورغن مولناو يرى أن الصورة مختلطة:
- المستثمرون على المدى الطويل لا داعي للذعر، لكن انخفاضات إضافية قصيرة الأجل محتملة.
- صناديق المؤشرات (ETFs) لن تتأثر، إذ تتكيف تلقائيًا مع التغييرات.
- المستثمرون المغامرون قد يرون في هذا الهبوط فرصة “للرهان على عودة بورشه”.
ومع ذلك، يشير مولناو إلى أن شركات السيارات الألمانية أكثر عرضة للأزمات مقارنة بغيرها:
“بينما تحقق معظم شركات DAX 60% إلى 90% من أرباحها دوليًا، يبقى قطاع السيارات مرتبطًا بقوة بالسوقين الألماني والأوروبي – وهذا يزيد من هشاشته.”
الخلاصة
خروج بورشه من مؤشر DAX ليس مجرد تعديل تقني، بل إشارة قوية إلى أزمة ثقة وهيكلية في صناعة السيارات الألمانية. ومع تراجع الأرباح والوظائف واشتداد المنافسة الصينية، تبدو الأسئلة حول مستقبل “أيقونة الصناعة الألمانية” أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.