بون، ألمانيا – تشهد الساحة السياسية الألمانية جدلًا محتدمًا بعد سلسلة من الوفيات التي طالت مرشحين للانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين-وستفاليا. فقد توفي ما لا يقل عن 14 مرشحًا من مختلف الأحزاب والتجمعات السياسية، من بينهم ستة من حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD). وقد أثارت هذه الحصيلة تساؤلات ومزاعم متباينة، خاصة من قبل قيادة حزب “البديل”.
مطالبات الحزب وإثارة الجدل
تصدر حزب “البديل من أجل ألمانيا” المشهد الإعلامي بعد أن نشرت رئيسة الحزب، أليس فايدل، منشورًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) تشير فيه إلى وفاة أربعة من مرشحي حزبها. وقد أعادت فايدل نشر منشور يزعم أن هذا العدد من الوفيات “شبه مستحيل إحصائيًا”، مما دفع بعض أنصار الحزب إلى التكهن بوجود مؤامرة أو عمل إجرامي. وعزز نائبها، ستيفان براندنر، هذه الرواية بقوله إن الوفيات “ملحوظة إحصائيًا ومن الصعب تفسيرها”.
المرشحون الستة المتوفون من حزب “البديل من أجل ألمانيا” هم:
- وولفجانج سايتس (59 عامًا).
- ستيفان بيريندز (59 عامًا).
- رالف لانج (66 أو 67 عامًا).
- وولفجانج كلينجر (71 أو 72 عامًا).
- باتريك تيتزه (42 عامًا).
- رينيه هيرفورد (عمره غير معروف).
رواية السلطات والأحزاب الأخرى
من جهتها، نفت السلطات الألمانية وجود أي شبهات جنائية. وأكدت الشرطة ومكاتب الانتخابات أن التحقيقات لم تجد أي دليل على وجود عمل إجرامي، مشيرة إلى أن الوفيات كانت طبيعية. وقد تم فتح تحقيق أولي في حالتين فقط من حالات وفاة مرشحي “البديل” لأن سبب الوفاة لم يكن واضحًا على الفور، ولكن تم إغلاق التحقيقات بعد استبعاد أي شبهة.
وأوضحت السلطات أن عدد الوفيات، رغم كونه مأساويًا، ليس استثنائيًا بالنظر إلى العدد الإجمالي الضخم للمرشحين الذي يتجاوز عشرات الآلاف في جميع أنحاء الولاية. كما أن الوفيات لم تقتصر على حزب “البديل من أجل ألمانيا”؛ فقد توفي مرشحون من أحزاب أخرى مثل الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD)، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر (FDP).
على سبيل المثال، أشار متحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، الذي رشح حوالي 25 ألف شخص، إلى أن حزبه لم يبلغ عن أي وفيات بين مرشحيه حتى الآن، معترفًا بأن مثل هذه الوفيات “لن تكون مفاجئة إحصائيًا بالنظر إلى العدد الكبير من المرشحين”.
تساؤلات حول الدوافع
يبقى السؤال مفتوحًا حول دوافع قيام حزب “البديل من أجل ألمانيا” بتركيز الضوء على هذه الوفيات. هل هي محاولة لتنبيه الرأي العام إلى ما يعتبره الحزب أمرًا “ملحوظًا إحصائيًا”، أم أنها استراتيجية لتغذية الروايات التي تصور الحزب كضحية لاستهداف منظم؟
يتابع المراقبون هذه التطورات عن كثب، حيث تستمر النقاشات بين من يرى في الأمر ظاهرة طبيعية مؤسفة وبين من يرى فيها دليلاً على وجود أمر خفي يحتاج إلى المزيد من التدقيق.