غلزنكيرشن ودويسبورغ بين الأزمات الاجتماعية وصعود اليمين: تهديد مباشر للأجانب والأقليات المسلمة

هيئة التحرير
Published شهر واحد ago on 28 أغسطس, 2025-17 views
غلزنكيرشن ودويسبورغ بين الأزمات الاجتماعية وصعود اليمين: تهديد مباشر للأجانب والأقليات المسلمة

غلزنكيرشن – 28 أغسطس 2025 | عرب 24

مدينتان تحت ضغط الأزمات

تتصدر مدينتا غلزنكيرشن ودويسبورغ واجهة النقاش السياسي في ولاية شمال الراين-وستفاليا. البطالة المرتفعة، الفقر المتزايد، والهجرة المتدفقة جعلت منهما ساحات اختبار للقوى السياسية قبل انتخابات البلديات المقبلة.

  • في غلزنكيرشن بلغت البطالة في يوليو 2025 نحو 15,3%، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني، مع أكثر من 20,900 عاطل.

  • في دويسبورغ بلغت البطالة 13,5%، ما يجعلها أيضاً من بين الأعلى في غرب ألمانيا.

تركيبة سكانية مثقلة بالضغوط

في غلزنكيرشن يمثل الأجانب 26% من السكان، فيما يتجاوز ذوو الأصول المهاجرة 34%. أما دويسبورغ فتضم أكثر من 42% من سكانها من خلفيات مهاجرة، وهو رقم غير مسبوق في غرب البلاد. نسبة معتبرة من الوافدين جاءت من رومانيا وبلغاريا خلال العقد الماضي، وغالباً ما تتركز في أحياء فقيرة ومبانٍ متهالكة، الأمر الذي يضاعف الضغوط على الخدمات البلدية.

الجريمة والشعور بعدم الأمان

سجلت غلزنكيرشن عام 2024 أكثر من 25,700 جريمة، وهو أعلى مستوى منذ 2015، بزيادة تقارب 5% عن العام السابق. دويسبورغ تواجه مشكلات مشابهة، أبرزها نشاط العصابات والجريمة المنظمة. هذه الأرقام تُستخدم سياسياً لإبراز فشل سياسات الاندماج وربطها مباشرة بملف الهجرة.

حزب البديل يستغل الأزمة

في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، حل حزب البديل أولاً في غلزنكيرشن بنسبة 24,7% من الأصوات الثانية. واليوم، يركز الحزب على خطاب أمني وهوياتي، يربط بين البطالة والجريمة وبين وجود الأجانب. رسالته بسيطة: “المدينة تضيع بسبب المهاجرين”. هذا الخطاب يجد صدى لدى شريحة من السكان المتضررين اقتصادياً واجتماعياً.

تبعات الفوز على الأجانب والمسلمين

إذا عزز اليمين الشعبوي موقعه في المجالس البلدية، فستكون لذلك انعكاسات مباشرة على حياة الأجانب عامة والأقليات المسلمة خاصة:

  • التضييق على الأقليات المسلمة: من خلال رفض دعم مشاريع بناء المساجد أو الحد من الأنشطة الثقافية والتعليمية الخاصة بالمجتمع المسلم.

  • قيود على اللاجئين والمهاجرين: عبر تشديد شروط الحصول على السكن الاجتماعي، وربطها بمتطلبات العمل واللغة.

  • أولوية “الألمان أولاً” في الخدمات، مما قد يقلل فرص الأجانب في الحصول على الدعم البلدي.

  • سياسات أمنية أكثر صرامة في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة أو المهاجرة، ما قد يؤدي إلى توترات متزايدة مع الشرطة.

  • تغذية خطاب الكراهية ضد المسلمين، وربطه بشكل مباشر بملف الأمن والجريمة.

موقف الأحزاب الأخرى

الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) يصر على أن “أغلبية سكان الولاية لن يمنحوا أصواتهم لحزب يعيش على الكراهية”. ومع ذلك، يواجه الحزب تراجعاً واضحاً في قاعدته الشعبية. حزب اليسار يراهن على الشباب، فيما يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) الاستفادة من تآكل أصوات الاشتراكيين.

الخلاصة

غلزنكيرشن ودويسبورغ ليستا مجرد مدينتين تعانيان من الفقر والبطالة، بل مختبر سياسي قد يرسم ملامح مستقبل التعامل مع المهاجرين في عموم غرب ألمانيا. صعود اليمين الشعبوي لا يعني فقط تغيير توازن القوى في المجالس، بل قد يفتح الباب أمام تضييق متزايد على الأجانب عموماً، وعلى المسلمين بشكل خاص، في حياتهم اليومية من التعليم إلى السكن مروراً بالممارسات الدينية.

Breaking News
error: Content is protected !!