غزة – 22 أغسطس 2025 | عرب 24
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً دخول مدينة غزة في مرحلة المجاعة بعد أن استوفت المعايير الثلاثة الكارثية التي يعتمدها المجتمع الدولي لتصنيف المجاعات. الإعلان لا يقتصر على وصف الوضع الإنساني المتدهور، بل يمثل شهادة واضحة على جريمة تُرتكب في وضح النهار بحق أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار منذ أكتوبر 2023.
ضحايا التجويع بالأرقام
بحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية والمجاعة إلى 271 شخصاً، بينهم 112 طفلاً، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
المرصد العالمي للجوع أكد أن أكثر من 514 ألف شخص في غزة يعانون فعلياً من المجاعة، فيما يتوقع أن يواجه نحو 641 ألفاً مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
من الحصار إلى المجاعة
في 2 مارس 2025، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية. في يوليو 2025، استؤنفت المساعدات جزئياً واقتصرت على الجنوب والوسط، بينما تُركت مدينة غزة وشمالها للموت البطيء. في مايو 2025، حذر برنامج الأمم المتحدة للتخطيط من أن سكان غزة بأكملهم يواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، مع تصنيف نحو 470 ألفاً في المرحلة الخامسة (المجاعة).
تحذيرات أممية إضافية
الأمم المتحدة توقعت أن يصاب نحو 132 ألف طفل بسوء تغذية يهدد حياتهم بحلول يونيو 2026. المرصد العالمي لمراقبة الجوع أكد أن المجاعة تفشت في مدينة غزة، وقد تمتد خلال شهر إلى دير البلح وخان يونس. التقرير أوضح أن التحليل لا يغطي شمال غزة بسبب انعدام الوصول إلى المنطقة وصعوبة جمع البيانات.
دلالات الإعلان الأممي
هذا الإعلان التاريخي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية. فهو ليس مجرد توصيف لأزمة إنسانية، بل إدانة صريحة لسياسات التجويع والحصار التي فُرضت على المدنيين. من المتوقع أن يزيد الضغط على العواصم الغربية والمنظمات الدولية لاتخاذ خطوات عاجلة، سواء عبر إيصال المساعدات أو من خلال آليات المساءلة القانونية.