برلين – 8 يوليو 2025 | عرب24
تواصل قضية صفقات الكمامات المثيرة للجدل التي أبرمت خلال جائحة كورونا في عهد وزير الصحة الألماني السابق ينس سبان (CDU) إثارة الرأي العام الألماني، وسط اتهامات سياسية متبادلة وتضارب في الشهادات حول المسؤولية عن مليارات اليوروهات التي أُهدرت من أموال دافعي الضرائب.
لجنة الميزانية تستجوب محققة الصفقات وسط تقييد رسمي
عقدت لجنة الميزانية في البرلمان الألماني جلسة مغلقة صباح اليوم للاستماع إلى مارغريتا سودهوف، المسؤولة عن التحقيق في صفقات الكمامات، والتي أعدت تقريرًا مفصلًا كشف أوجه القصور والإخفاق في وزارة الصحة أثناء تولي سبان منصب الوزير. ورغم انتظار الرأي العام لشهادتها، أصدرت وزارة الصحة بقيادة الوزيرة الحالية نينا فاركن (CDU) تصريحًا يقيّد قدرة سودهوف على الإدلاء بشهادتها بالكامل، فيما وصفه مراقبون بأنه “تكميم للأفواه”.
تقرير سودهوف: تحميل سبان المسؤولية المباشرة
أبرز ما جاء في تقرير سودهوف هو تحميل الوزير السابق ينس سبان المسؤولية المباشرة عن تعاقدات الكمامات، مؤكدًا أنه اتخذ قرارات منفردة رغم تحذيرات الإدارات المختصة ورفض وزارات الداخلية والمالية والدفاع التوقيع على بعض هذه الصفقات. التقرير، الذي أُفرج عنه أخيرًا بنسخته الكاملة بعد نشره في وسائل الإعلام الألمانية، يوضح أن سبان تصرف بدوافع سياسية وبـ”نقص في الفهم الاقتصادي”، ما أسفر عن خسائر ضخمة وأطنان من الكمامات التي انتهى بها المطاف إلى الإتلاف بتكاليف إضافية ضخمة.
اتهامات متبادلة وصراع على الحقيقة
شهدت جلسة اللجنة مواجهة كلامية حادة بين ممثلي الحكومة والمعارضة حول المسؤولية عن إخفاء أو تأخير نشر الوثائق الكاملة. بينما زعمت الوزارة أن التقارير لم تكن متاحة بالكامل للنواب إلا بنسخ رقمية مجتزأة، أكدت سودهوف أن الوثائق كانت موجودة منذ البداية على خوادم الوزارة. كما أشارت إلى وجود محاولات لتقويض مصداقيتها وإعاقة عملها كمحققة مستقلة.
تداعيات سياسية مستمرة
يرى محللون أن الضرر الذي لحق بصورة ينس سبان في المشهد السياسي الألماني “لا يمكن محوه بسهولة”، وسط استمرار المطالب البرلمانية بمحاسبته شخصيًا عن صفقات وصفت بأنها “مثال للقرارات المنفردة والفشل الإداري”. في المقابل، يبرر سبان قراراته بالحاجة الملحة لشراء الكمامات خلال الأزمة، مشددًا على أن الأوضاع حينها فرضت اتخاذ قرارات استثنائية وسريعة.
