واشنطن – 18 يونيو 2025 | عرب 24
تتحول المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى أزمة إقليمية مفتوحة، تشارك فيها الولايات المتحدة سياسيًا واستخباراتيًا، وتتهيأ عسكريًا، وسط قلق دولي متصاعد من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. فما بدأ كتحذيرات متبادلة تطوّر إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق، وتهديدات استراتيجية تهزّ استقرار الشرق الأوسط.
أولاً: القدرات الدفاعية الإسرائيلية تحت الضغط
كشفت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن تقييمات استخباراتية أمريكية – إسرائيلية أن إسرائيل قادرة فقط على الصمود لمدة 10 إلى 12 يومًا في حال استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية دون دعم مباشر من واشنطن.
ويُظهر الواقع أن منظومة “القبة الحديدية” – رغم كونها مشروعًا مشتركًا مع الولايات المتحدة – تعاني من ترشيد الذخائر وتحديد الأهداف الدفاعية نتيجة الضغط المستمر وتكلفة الدفاع العالية، والتي بلغت نحو 287 مليون دولار خلال أسبوع واحد.
ثانيًا: إسرائيل تتحرك – الضربة الكبرى داخل إيران
ليلة 12–13 يونيو، نفّذت إسرائيل ما وصفته بـ**”عملية Rising Lion”**، عبر ضربات دقيقة داخل العمق الإيراني شملت:
-
منشآت نووية في ناتانز، أصفهان، وطهران.
-
مراكز تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة.
-
اغتيال عدد من علماء الحرس الثوري.
-
تعطيل ما لا يقل عن 50% من البنية الصاروخية الإيرانية متوسطة المدى.
وأكدت مصادر غربية أن العملية جرت بتنسيق استخباراتي مع الولايات المتحدة، التي وفّرت صورًا عبر الأقمار الصناعية وأنظمة توجيه متقدمة.
ثالثًا: إيران ترد بقوة – “الوعد الصادق 3”
إيران لم تتأخر في الرد، بل أطلقت عملية واسعة النطاق عبر:
-
أكثر من 400 صاروخ ومسيّرة هجومية.
-
استهداف مباشر لمناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع.
-
قصف قاعدة أمريكية وسفارة واشنطن في تل أبيب، ما أدى إلى مقتل موظفين أمريكيين.
كما أعلنت طهران عن إطلاق صاروخ “قاسم بصير” بمدى 1,200 كيلومتر، وقدرته على اختراق الدفاعات الجوية المعقدة، في رسالة بأن التصعيد لا يزال في بدايته.
رابعًا: الولايات المتحدة – دعم حاسم واستعداد للتدخل
رغم إنكارها المشاركة المباشرة في الضربات، تتحرك واشنطن بشكل مكثف:
-
نشر أكثر من 40 ألف جندي أمريكي في الخليج وشرق المتوسط.
-
إرسال حاملتي طائرات: USS Carl Vinson وUSS Nimitz.
-
تعزيز القواعد في قطر والعراق والأردن بمنظومات دفاعية متقدمة.
-
تقديم دعم استخباراتي وإمداد إسرائيل بـقنابل خارقة للتحصينات.
وأكد الرئيس الأمريكي أن “أمن إسرائيل أولوية قومية”، وهدد طهران بـ”رد غير تقليدي” إذا تم تجاوز خطوط حمراء.
خامسًا: الأهداف الإسرائيلية من هذا التصعيد
تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تهدف من هذه المواجهة إلى:
-
تهميش القضية الفلسطينية بالكامل، خاصة مع غياب أي حديث جاد عن “حل الدولتين”.
-
تفكيك المحور الإيراني الإقليمي: حزب الله، الحشد الشعبي، أنصار الله.
وترى تل أبيب أن نجاحها في هذه المعركة يفتح الباب لتأسيس “شرق أوسط جديد”، تُقصى فيه إيران كقوة إقليمية وتُلغى فيه القضية الفلسطينية من الأجندة الدولية.
سادسًا: إيران وحلفاؤها – أوراق لم تُستخدم بعد
ورغم الضربات الإسرائيلية، تمتلك إيران أدوات عديدة لم تستخدمها حتى الآن:
-
حزب الله في الجنوب اللبناني لم يدخل المعركة فعليًا.
-
أنصار الله أعلنوا نيتهم دعم غزة والرد على أي تدخل أمريكي.
-
الميليشيات العراقية والأفغانية ما زالت في حالة استعداد دون تحرك مباشر.
كما ترفض إيران العودة إلى التفاوض، وتعتبر العروض الأمريكية “شروط استسلام” مرفوضة بالكامل.
سابعًا: الدبلوماسية في مأزق
حتى الأسبوع الثاني من يونيو، كانت هناك وساطات عُمانية وأوروبية نشطة لاستئناف المحادثات النووية، لكنها انهارت بعد الضربات الإسرائيلية. ورغم الإشارات الأمريكية إلى “الانفتاح على الحوار”، تصر إيران على عدم العودة إلى الطاولة دون وقف فوري للهجمات.
ثامنًا: خطر توسع الحرب إقليميًا ودوليًا
يحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى:
-
ضرب قواعد أمريكية في الخليج والعراق.
-
شل حركة الطاقة عبر مضيق هرمز.
-
توسيع الصراع ليشمل سوريا ولبنان واليمن.
-
رد فعل دولي يهدد أسواق الطاقة والتجارة العالمية، خاصة مع اعتماد الصين الكبير على نفط الخليج.
جدول تحليلي موجز
المحور | الوضع الراهن |
---|---|
إسرائيل | شنّت أكبر عملية هجومية داخل إيران منذ عقود، وحققت نتائج عسكرية دقيقة |
إيران | ردّت بشكل مباشر ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية، وأعلنت عن جيل جديد من الصواريخ |
الولايات المتحدة | تؤمّن الدعم الكامل لإسرائيل وتتهيأ للتدخل العسكري المباشر عند الحاجة |
الدبلوماسية الدولية | مجمّدة بالكامل، والوساطات توقفت عقب التصعيد الأخير |
خطر التوسع الإقليمي | حقيقي ومتزايد، مع احتمال دخول حلفاء إيران في المعركة وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة |
الخلاصة
الشرق الأوسط يقف على حافة مواجهة كبرى. إسرائيل تنفذ استراتيجيتها لتغيير التوازنات، وإيران ترد بقوة، بينما تمسك واشنطن بزمام المبادرة العسكرية والسياسية في الخلفية. الدبلوماسية شبه غائبة، والخطر يتمدد من غزة إلى الخليج، ومن بيروت إلى مضيق هرمز.
المعركة لم تنتهِ… بل بدأت للتو.