حيفا – 15 يونيو 2025 | عرب 24
أعلنت شركة “بازان” الإسرائيلية، المتخصصة في تكرير النفط، عن تضرر بنيتها التحتية في مدينة حيفا، بعد تعرض مجمع المصفاة لهجوم صاروخي مباشر ضمن سلسلة القصف الإيراني الذي استهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل مساء أمس.
وأكدت الشركة، في بيان رسمي صدر صباح اليوم، أن الأضرار لحقت بعدد من خطوط الإنتاج والنقل داخل المصفاة، مشيرة إلى أن الفرق الفنية باشرت منذ ساعات الفجر عمليات الفحص الفني وإعادة التشغيل التدريجي لبعض الوحدات. ولم تُسجّل إصابات بشرية وفق المعطيات الأولية.
أهمية منشأة حيفا في البنية الطاقية الإسرائيلية
مصفاة “بازان” في حيفا تُعد من بين أكبر المنشآت الصناعية في إسرائيل، وتلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج وتكرير المشتقات النفطية وتوزيعها، سواء لأغراض النقل أو لتشغيل محطات الكهرباء والصناعات الكيميائية. وتمتد خطوط النقل المرتبطة بها إلى مناطق الشمال والوسط، ما يجعل أي اضطراب فيها ذا طابع اقتصادي واسع النطاق.
السياق العسكري: رد إيراني نوعي على هجمات إسرائيلية سابقة
جاء القصف الإيراني لموقع بازان في إطار الرد على سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت اقتصادية ونووية في إيران، لا سيما في حقل بارس الجنوبي. واعتبرت طهران، عبر قنواتها الرسمية، أن الرد العسكري تم وفق ما وصفته بـ”الرد بالمثل على اعتداءات تمسّ الأمن القومي الإيراني”.
ويشير اختيار الأهداف إلى تحوّل في طبيعة الاشتباك، من تبادل الرسائل العسكرية التقليدية إلى استهداف منشآت اقتصادية ذات تأثير مباشر.
ردود الفعل الإسرائيلية: صمت رسمي وتقديرات أولية
حتى ساعة نشر هذا التقرير، لم تصدر وزارة الطاقة أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أي بيان رسمي يوضح حجم الأضرار الكاملة أو الإجراءات المقررة لضمان الاستمرارية في التزويد الطاقي. كما لم تُعلَن حتى الآن حالة طوارئ واسعة، ما يعكس محاولة لاحتواء الموقف وعدم إثارة الهلع الاقتصادي.
ورغم ذلك، فإن استهداف منشأة بحجم “بازان” يضع تحديًا أمام السلطات في كيفية إدارة تداعيات محتملة على السوق، خصوصًا إذا تكررت مثل هذه الضربات أو شملت منشآت إضافية.
مخاوف اقتصادية واستعدادات لمرحلة تالية
تُتابع المؤسسات الاقتصادية في إسرائيل تطورات الحادث وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار القصف أو تعطيل المصفاة إلى ارتفاع أسعار الوقود، أو الضغط على سلاسل الإمداد الداخلية، خصوصًا مع تسجيل توتر على مستوى الموانئ وخطوط الشحن البحري.
وتُشير التحليلات الأولية إلى أن الضربة الإيرانية لم تستهدف فقط الجانب العسكري، بل بعثت برسالة واضحة مفادها أن البنية الاقتصادية لإسرائيل قد تكون ضمن نطاق الردع مستقبلاً.