برلين – عرب 24
أعلنت الحكومة الألمانية بقيادة المستشار فريدريش ميرتس عن نشر أول وحدة عسكرية دائمة للجيش الألماني في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في ليتوانيا، في خطوة تهدف لتعزيز دفاعات الناتو على الجبهة الشرقية في مواجهة روسيا. لكن هذه الخطوة تثير تساؤلات جادة حول مدى الجاهزية العسكرية الألمانية لتنفيذ التزاماتها الدولية.
📊 أرقام رسمية: جيش ألمانيا يعاني من نقص القدرات
بحسب تقرير وزارة الدفاع الألمانية لعام 2025، يضم الجيش الألماني 182,064 جنديًا في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى 80,761 موظفًا مدنيًا. ومع ذلك، تواجه القوات المسلحة تحديات كبيرة، من أبرزها:
-
نقص الجنود المدربين وصعوبة استقطاب كوادر جديدة.
-
مشاكل في صيانة المعدات؛ إذ يمتلك الجيش 284 دبابة قتالية من طراز “ليوبارد” و226 طائرة مقاتلة، لكن نسبة كبيرة منها غير جاهزة ميدانيًا.
مصدر الأرقام: وزارة الدفاع الألمانية، bmvg.de
🛡️ هل تحمي وحدة ليتوانيا حدود أوروبا فعلًا؟
تتألف الوحدة التي أُرسلت إلى ليتوانيا من حوالي 5,000 جندي ألماني، ما يجعلها أكبر تمركز ألماني دائم خارج البلاد منذ أكثر من 75 عامًا. وعلى الرغم من أهمية الرسالة السياسية الموجهة إلى موسكو، يشكك محللون في جدوى هذه الخطوة على المستوى العملياتي.
يقول مراقبون إن هذه المبادرة مدفوعة بـ”الدوافع الرمزية والعاطفية” أكثر من كونها مستندة إلى تحليل استراتيجي واقعي، في ظل ما يعانيه الجيش من أزمات تمويل وجهوزية.
💬 انتقادات داخلية: بين الرمزية والعجز
في برلين، حذر عدد من الخبراء العسكريين من أن “نشر قوات دائمة في الخارج دون إصلاح داخلي حقيقي قد يؤدي إلى استنزاف غير محسوب”. فبينما ترحب دول البلطيق بالخطوة، إلا أن مخاوف من ضعف الاستدامة واللوجستيات لا تزال قائمة.
📌 خلاصة تحليل عرب 24:
🔹 نشر وحدة ألمانية دائمة في ليتوانيا يمثل تحوّلًا تاريخيًا في السياسة العسكرية الألمانية.
🔹 لكنه يكشف أيضًا عن ثغرات بنيوية في قدرات الجيش الألماني الحالي.
🔹 الفعالية الميدانية ستكون التحدي الأكبر، وليس فقط الخطابات السياسية.