الرياض – عرب 24
وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب صباح الثلاثاء إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة، في حدث لفت أنظار الصحافة الدولية التي ركزت على البُعد الاستثماري، في حين تؤكد مصادر مطلعة أن الزيارة تحمل دلالات سياسية واستراتيجية بالغة الأهمية.
الزيارة التي وصفتها دوائر سياسية بـ”النوعية”، لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية أو الاستثمارية، بل تأتي ضمن سياق دعم أميركي كبير لمحور سياسي إقليمي تقوده السعودية، ويشمل دولًا بارزة مثل الإمارات وقطر، بل وتلمّح إلى انفتاح محتمل نحو سوريا.
الملف السوري أمام لحظة مفصلية
بحسب مصادر دبلوماسية متقاطعة، يُنتظر أن تحمل زيارة ترامب اعترافًا أميركيًا بـ”الحكم السوري الجديد”، مع مناقشة رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، في تحول قد يُعيد رسم خارطة التحالفات في المنطقة ويعزز الدور العربي في إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي لسوريا.
حرب غزة تقترب من نهايتها؟
توقّع محللون أن تُسهم هذه الزيارة في إعادة تشكيل المسار السياسي لحرب غزة، عبر تفاهمات أميركية سعودية أوسع تشمل الضغط على الأطراف الفاعلة وتقديم بدائل استراتيجية للتسوية. وتُعد هذه الخطوة إشارة قوية إلى قدرة السعودية على التأثير في ملفات الأمن الإقليمي بالتنسيق مع حلفاء دوليين.
رسائل واضحة لإسرائيل وإيران
اللقاء يحمل أيضًا رسالة مبطّنة إلى إسرائيل بأن “التحالفات العربية الجديدة” تُقدم للولايات المتحدة **فوائد استراتيجية واقتصادية تفوق ما تقدمه إسرائيل حاليًا”، كما أنه يحمل رسالة أخرى واضحة إلى إيران بشأن التزام واشنطن بدعم حلفائها الخليجيين وتعزيز أمنهم.
ومع ذلك، يحذر مراقبون من المبالغة في التوقعات، إذ إن بعض الرسائل “لا تزال غير منجزة النتائج” بسبب تشابك الملفات وتعقيدها التاريخي.
🗣️ الفالح: شراكة استثمارية تاريخية بقيمة 600 مليار دولار
وفي سياق متصل، أكد وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، خلال افتتاح منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي، أن زيارة ترامب “تعزز الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين “أحد أعمدة السلام والازدهار العالمي”.
وقال الفالح:
“نعمل على توسيع استثماراتنا وتجارتنا مع الولايات المتحدة بمبلغ 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، استنادًا إلى شراكة تمتد لأكثر من 92 عامًا.”
وأضاف أن رؤية السعودية 2030 ساهمت في تنويع الاقتصاد الوطني، وفتحت آفاقًا جديدة في مجالات مثل الصناعات المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية.
وأوضح أن التحولات التكنولوجية والاقتصادية العالمية الحالية “تشكّل فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد الدولي، مما يجعل من تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ضرورة استراتيجية”.
