أول زيارة خارجية لميرتس كمستشار: نحو إعادة تشغيل المحرك الفرنسي-الألماني

هيئة التحرير
Published 5 أشهر ago on 7 مايو, 2025-0 views
أول زيارة خارجية لميرتس كمستشار: نحو إعادة تشغيل المحرك الفرنسي-الألماني

 7 مايو 2025

باريس – مراسل عرب 24

بعد يوم واحد فقط من تجاوزه بداية متعثرة في ولايته، توجه المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس (69 عامًا) صباح اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة تُعد أول تحرك خارجي رسمي له، تعكس توجهًا واضحًا لإعادة تعزيز العلاقات مع أهم شريك أوروبي لألمانيا: فرنسا.

في تمام الساعة 9:40 صباحًا، أقلعت طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني من برلين وعلى متنها ميرتس، متجهة إلى قصر الإليزيه حيث كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (47 عامًا) بانتظاره. زيارة وصفها مراقبون بأنها محاولة مبكرة لإعادة الحياة إلى “المحرك الفرنسي-الألماني” الذي شهد في الأعوام الأخيرة فتورًا ملحوظًا خلال عهد سلفه أولاف شولتس.

غداء سياسي بطعم الكرواسان

رغم وصوله المتأخر، اجتمع ميرتس بماكرون على مائدة غداء مغلقة، بعيدًا عن الإعلام، حيث ناقشا سبل تقوية الشراكة الثنائية، خاصة في ظل التحديات الأوروبية المتزايدة في ملف الهجرة، والحدود، والسيادة الرقمية.

ماكرون كتب في رسالة تهنئة باللغة الألمانية نُشرت على منصة “إكس”:

„Es liegt an uns, den deutsch-französischen Motor und Reflex stärker als je zuvor zu machen“
(يقع على عاتقنا أن نجعل المحرك الفرنسي-الألماني أقوى من أي وقت مضى).

الرسائل الموجهة إلى بولندا

لكن جدول ميرتس لم يتوقف عند باريس، حيث واصل رحلته مباشرة إلى وارسو للقاء رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (68 عامًا). وصرّح ميرتس في الطائرة: “من المهم لي شخصيًا، وللحكومة الجديدة، أن أبعث برسالة واضحة إلى بولندا: نحن نثمّن علاقتنا بكم.”

اللقاء مع توسك يأتي على خلفية خلافات أولية بشأن الإجراءات الجديدة للحد من الهجرة غير الشرعية، لا سيما عمليات الإرجاع على الحدود الألمانية-البولندية، والتي قد تؤثر على حركة التنقل اليومية وسلاسة السوق الأوروبية المشتركة.

دعم فرنسي لرؤية ميرتس بشأن الهجرة

في هذا الإطار، أكد ثورستن فراي، مدير ديوان المستشارية، أن ألمانيا ستطبق اعتبارًا من 6 مايو سياسة أكثر صرامة: “من يحاول دخول ألمانيا بشكل غير شرعي، عليه أن يتوقع إعادته من الحدود. طلب اللجوء يجب أن يتم في أول دولة أوروبية دخلها اللاجئ.”

وأشار فراي إلى أن فرنسا تنفذ حاليًا سياسة مشابهة تجاه حدودها مع إيطاليا وإسبانيا، مضيفًا: “نجد في ماكرون شريكًا أساسيًا في هذه الرؤية.”

إشارات إيجابية من بولندا

في تطور لافت، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا (52 عامًا) في مقابلة حصرية أنه لا يرى في سياسة ألمانيا الجديدة خطرًا كبيرًا، بل وصفها بأنها “رمزية أكثر منها عملية”، مشيرًا إلى أن التعاون الحدودي سيستمر دون أزمات كبرى.

ختام

زيارة ميرتس المزدوجة إلى باريس ووارسو في أول يوم له كمستشار ترمز إلى تحوّل في السياسة الخارجية الألمانية نحو شراكات استراتيجية واضحة مع الجيران الشرقيين والغربيين، وخصوصًا في ظل تفاقم ملفات الأمن والهجرة في أوروبا.

 

Breaking News
error: Content is protected !!