في صباح مضطرب هزّ أسواق المال العالمية، سجلت البورصات الآسيوية والأوروبية انهيارات جماعية لحظة افتتاح التداول، وذلك في أعقاب إعلان الإدارة الأمريكية عن فرض تعريفات جمركية واسعة على المنتجات الصينية، في خطوة فجّرت مخاوف من اندلاع حرب تجارية كبرى تهدد الاقتصاد العالمي.
الأسواق الآسيوية تتصدّع:
المؤشرات في كبرى اقتصادات آسيا تهاوت بشكل حاد:
مؤشر نيكاي الياباني هبط بنسبة 7.8%، مسجلًا أكبر خسارة يومية منذ الأزمة المالية في 2008. مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ انهار بنسبة 12%، وهو تراجع تاريخي غير مسبوق منذ أكثر من عقد. مؤشر تايبيه التايواني خسر 9.7% من قيمته خلال الدقائق الأولى. مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي انخفض بنسبة 5.6%. مؤشر ستريتس تايمز السنغافوري تراجع بأكثر من 7%. وفي أستراليا، هبط مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 3.97%.
أوروبا تدخل دائرة الخطر:
ومع افتتاح الجلسات الأوروبية، تبخرت آمال المستثمرين في استقرار سريع:
مؤشر داكس الألماني فقد 6.6% من قيمته. مؤشر كاك 40 الفرنسي انخفض بنسبة 6%.
أصل الأزمة:
التوترات اندلعت بعد إعلان واشنطن عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 34% على سلع صينية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، ضمن استراتيجية “أمريكا أولًا” التي يتبناها البيت الأبيض. وجاء الرد الصيني سريعًا بفرض رسوم مماثلة، مما زاد من حالة الذعر في الأسواق التي تخشى من ركود اقتصادي عالمي.
ردود الفعل والتحذيرات:
خبراء الاقتصاد وصفوا هذه التطورات بـ”الزلزال المالي”، محذرين من أن التصعيد الجمركي قد يدفع بالعالم نحو أزمة اقتصادية شاملة. وأكد محللون أن الأسواق قد تستمر في الهبوط ما لم تتحرك الأطراف الكبرى نحو طاولة التفاوض وتهدئة الأوضاع.
أسواق العملات والنفط لم تسلم:
في ظل هذا المناخ المتوتر، انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ، كما تراجع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني، في حين لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.
خاتمة:
الأسواق في حالة ترقّب، والمشهد المالي العالمي يبدو قاتمًا مع استمرار المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين. فهل يتحرك القادة لتفادي الأسوأ، أم أننا أمام بداية أزمة جديدة قد تعيد شبح 2008 إلى الواجهة؟