بائع السردين ب 5 دراهم الذي أُغلق محله لأنه “لم يعلّق لائحة الأسعار” و”ظروف التبريد غير سليمة”

هيئة التحرير
Published 8 أشهر ago on 26 فبراير, 2025-4 views
بائع السردين ب 5 دراهم الذي أُغلق محله لأنه “لم يعلّق لائحة الأسعار” و”ظروف التبريد غير سليمة”

بائع السردين الذي تحدى الاحتكار: قصة مقاومة اقتصادية في مراكش

في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من رواية ساخرة، تحول بائع سردين بسيط في مراكش إلى رمز لمقاومة الاحتكار والمضاربة، ليس لأنه ارتكب مخالفات، بل لأنه رفض الخضوع للعبة الأسعار التي يتحكم فيها الوسطاء على حساب المستهلكين. عبد الإله، الشاب الذي قرر بيع السردين بسعر عادل دون مضاعفة الثمن، وجد نفسه في مواجهة لجنة اختارت إغلاق محله بدلاً من محاربة المضاربة والمستفيدين منها.

كيف بدأت القصة؟

لاحظ الزبائن أن أسعار عبد الإله كانت معقولة مقارنة بباقي الباعة، وسرعان ما انتشر الخبر، مما جعل محله وجهة للمستهلكين الذين سئموا من الأسعار المرتفعة. لكن هذا النجاح لم يرق للبعض، فتم تحريك آلة الرقابة ضده.

جاءت “اللجان المختلطة” لتفتيش المحل، وبدأت بإثارة حجج واهية مثل عدم تعليق لائحة الأسعار، أو عدم توافق ظروف التبريد مع المعايير، أو الشك في مستوى النظافة. وفي النهاية، أُغلق المحل، ليس لأنه كان يبيع سمكًا فاسدًا أو يغش الزبائن، بل لأنه كشف إمكانية البيع بأسعار عادلة!

كشف المستور

الحجج التي استخدمت لإغلاق المحل لم تكن إلا ستارًا لإخفاء السبب الحقيقي: عبد الإله كان يشكل تهديدًا لمصالح كبار الوسطاء والمضاربين الذين يتحكمون في سوق السمك.

لقد كشف كيف أن الأسماك التي تباع في الموانئ بأسعار زهيدة تصل إلى المستهلكين بأسعار مضاعفة بعد مرورها عبر سلسلة من المضاربين. وهكذا، أكد أن المشكلة ليست في العرض والطلب، بل فيمن يتحكم فيهما.

أسئلة محيرة

يبقى السؤال: أين كانت هذه اللجان عندما كان المواطنون يشتكون من الأسعار المرتفعة؟ ولماذا تتحرك الأجهزة الرقابية بسرعة عندما يُهدد أحدهم مصالح كبار المضاربين؟

رمز للمقاومة الاقتصادية

ورغم إغلاق محله، لم تُدفن قصة عبد الإله، بل انتشرت على نطاق واسع وأصبحت رمزًا لمقاومة الاحتكار. رسالته واضحة: أي محاولة لكسر قواعد الاحتكار ستواجه بالقمع، لكن هل ستردع هذه الرسالة الآخرين؟ أم أن هناك من سيتبع خطاه ويواصل التحدي؟

ما حدث لعبد الإله ليس مجرد إغلاق محل صغير، بل هو محاولة لإغلاق حلم العدالة الاقتصادية في بلد يعاني من تفشي الاحتكار والمضاربة. هذه القصة تذكرنا بأن التغيير يبدأ بخطوة شجاعة، حتى لو كان ثمنها غاليًا.

Breaking News
error: Content is protected !!