المستشار الألماني المحتمل يعد بألمانيا أكثر صرامة

هيئة التحرير
Published 8 أشهر ago on 21 فبراير, 2025-5 views
المستشار الألماني المحتمل يعد بألمانيا أكثر صرامة

برلين – تقرير خاص نقلًا عن نيويورك تايمز

في ظل عالم متغير تتزايد فيه الشكوك حول التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين، يبرز فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظًا لمنصب المستشار الألماني، كقائد يسعى إلى ترسيخ دور ألمانيا كقوة أكثر صلابة واستقلالية على الساحة الدولية.

وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جو فانس أثارت قلقًا متزايدًا بين القادة الأوروبيين، حيث عكست تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه أوروبا، وخاصة في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

موقف متشدد من الولايات المتحدة وروسيا

انتقد ميرتس في خطاب له في مدينة هاله ما وصفه بـ**“الانقطاع التاريخي”** في العلاقات الألمانية-الأمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعد الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه كما كان الحال بعد الحرب العالمية الثانية. وقال في خطابه:

“نرى في أمريكا رئيسًا يعجب بالأنظمة الاستبدادية وينتهك القواعد، ونائب رئيس يتدخل في ديمقراطيتنا.”

وأضاف:

“لم نعد متأكدين مما إذا كانت الولايات المتحدة ستقف إلى جانبنا كما فعلت بعد عام 1945، أم أننا سنضطر إلى إعادة تقييم سياستنا الخارجية.”

وجاءت هذه التصريحات ردًا على تعليق ترامب بأن أوكرانيا هي من بدأت الحرب مع روسيا، في إشارة إلى تحول محتمل في الموقف الأمريكي من دعم أوكرانيا. كما انتقد ميرتس تصريحات فانس في مؤتمر ميونيخ الأمني، حيث اتهمه بالتدخل المباشر في الانتخابات الألمانية بعد دفاعه عن الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا.

ألمانيا أكثر صلابة في أوروبا والعالم

يطرح ميرتس رؤية لألمانيا تكون أكثر حزمًا في سياستها الخارجية، حيث وعد بتقديم دعم عسكري أكبر لأوكرانيا، والتزام ألمانيا بإنفاق أكثر من 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وتعزيز دورها داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

كما شدد على ضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه الصين، معتبرًا أنها جزء من محور الأنظمة الاستبدادية إلى جانب روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وأكد أن حكومته ستسعى إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا وبولندا، وتعزيز القدرات الدفاعية لألمانيا وأوروبا بشكل عام.

التحالفات السياسية قد تعرقل التغيير

ورغم أن رؤية ميرتس لألمانيا كقوة عالمية أكثر صرامة تبدو واضحة، فإن تحقيقها قد يواجه عقبات داخلية. فقد يتطلب تشكيل حكومة ائتلافية تضم أحزابًا مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتبنى موقفًا أكثر تحفظًا في القضايا العسكرية والخارجية.

وقد صرح غونترام وولف، الخبير في العلاقات الخارجية، أن سياسة ميرتس الحازمة تجاه روسيا والصين قد تلقى دعمًا داخل الأوساط الدبلوماسية، لكنها ستواجه تحديات داخل التحالف الحكومي، مما قد يبطئ عملية اتخاذ القرار.

هل تتغير السياسة الألمانية؟

مع ترقب نتائج الانتخابات، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد ألمانيا تحولًا جذريًا في سياستها الخارجية؟

يرى المحللون أن لغة ميرتس الحازمة والمباشرة قد تعزز من دور ألمانيا كلاعب رئيسي في الساحة الأوروبية، لكنها ستواجه تحديات داخلية وخارجية، لا سيما في ظل المشهد الدولي المتوتر والاقتصاد الألماني المتباطئ.

ومع ذلك، فإن رسالة ميرتس تبدو واضحة:

“ألمانيا لم تعد قادرة على انتظار موقف أمريكي واضح، بل يجب أن تتخذ زمام المبادرة بنفسها.”

Breaking News
error: Content is protected !!