أثار اقتراح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU/CSU)، المعارض الرئيسي في ألمانيا، موجة من الجدل السياسي حول سياسات الهجرة واللجوء في البلاد. يهدف الاقتراح إلى إجراء تغييرات جذرية على سياسات قبول اللاجئين وتشديد الرقابة على الحدود، مما خلق توترات جديدة في المشهد السياسي، خاصة بعد إعلان الحزب استعداده لقبول دعم حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف.
تشديد سياسة الهجرة محور الاقتراح
يقضي الاقتراح بمنع دخول المهاجرين غير النظاميين، مع إعادة من لا يحملون وثائق قانونية مباشرة من الحدود. وأعلن فريدريش ميرتس، مرشح الحزب لمنصب المستشار، عن ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضبط تدفق الهجرة، قائلاً: “الهجرة غير المنظمة تهدد الاستقرار، ويجب التعامل معها بحزم”.
دعم حزب AfD يثير الجدل
لاقى الاقتراح ترحيباً واسعاً من حزب AfD اليميني الشعبوي، حيث أكدت الرئيسة المشاركة للحزب أليس فايدل أن “السيطرة الفعالة على الهجرة لا يمكن أن تتحقق دون مشاركة حزب البديل من أجل ألمانيا”. هذا الدعم يعكس استعداد AfD للعمل مع أحزاب أخرى لتحقيق أهدافه، وهو ما يثير المخاوف من كسر الخطوط الحمراء التقليدية في السياسة الألمانية.
انتقادات حادة من الحكومة
واجه الاقتراح انتقادات واسعة من الحكومة الحالية، حيث وصف أولاف شولتز، المستشار الألماني، دعم حزب AfD بأنه “تخطي للخطوط الحمراء التي وضعها الاتحاد المسيحي لنفسه سابقاً”. واعتبر وزير الاقتصاد وحماية المناخ، روبرت هابيك، هذه الخطوة “ضربة قاسية لمصداقية ميرتس”، مذكراً بتعهداته السابقة بعدم التعاون مع أحزاب اليمين المتطرف.
تأييد داخلي وإقليمي
رغم الانتقادات، حصل ميرتس على دعم قوي داخل حزبه، حيث أكد بوريس راين، رئيس وزراء ولاية هيسن، أن “مصالح ألمانيا تتطلب حلولاً واقعية بعيداً عن الاعتبارات الأيديولوجية”. وأضاف ماركوس زودر، رئيس حزب CSU، أن الوقت حان لاتخاذ موقف حازم تجاه الهجرة غير النظامية.
تحالفات جديدة في الأفق؟
إلى جانب AfD، أعلنت حركة BSW بقيادة ساهرا فاغنكنخت، وحزب الديمقراطيين الأحرار (FDP)، تأييدهما للاقتراح. وصرحت فاغنكنخت: “السيطرة على الهجرة غير النظامية وترحيل من رفضت طلباتهم ضرورة وطنية”.
انهيار الجدار السياسي التقليدي؟
يثير هذا الاقتراح تساؤلات حول مستقبل التحالفات السياسية في ألمانيا، خاصة أن التعاون مع حزب AfD كان يُعد من المحرمات السياسية في البلاد. ومع اقتراب موعد عرض الاقتراح على البرلمان، تزداد المخاوف بشأن تأثيره على التوافق السياسي ومستقبل الديمقراطية في ألمانيا.
المصدر: الصحف الألمانية