أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك جدلاً واسعاً في ألمانيا، متسبباً في مظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف، بعد إعلان تأييده العلني لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) المناهض للهجرة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فرانس 24”.
تصريحات ماسك المثيرة
خلال خطاب حماسي عبر رابط فيديو أمام تجمع لأنصار حزب البديل في مدينة هاله شرقي ألمانيا، وصف ماسك الحزب بأنه “أفضل أمل لمستقبل ألمانيا”، مما أثار استحسان الحضور، بمن فيهم زعيمة الحزب أليس فايدل التي ظهرت مبتسمة.
في المقابل، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدن عدة بألمانيا، أبرزها برلين وكولونيا، حيث شهدت العاصمة تجمعاً ضخماً أمام بوابة براندنبورغ، ورفع المتظاهرون كلمة “مقاومة” مكونة من أضواء هواتفهم في ما أطلقوا عليه “بحر من النور للديمقراطية”.
حزب البديل في صعود
يتمتع حزب البديل حالياً بنسبة تأييد تبلغ نحو 20% قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في 23 فبراير، وهو مستوى قياسي للحزب الذي يعتبر رمزا لصعود اليمين المتطرف في ألمانيا. في المقابل، يتصدر التحالف المحافظ (CDU/CSU) استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تبلغ 30%، ما يجعل زعيمه فريدريش ميرز المرشح الأبرز لتولي منصب المستشار.
حرية التعبير تحت المجهر
تصريحات ماسك، التي تضمنت انتقادات للحكومة الألمانية بزعم قمع حرية التعبير، أثارت موجة من الانتقادات. المستشار الألماني أولاف شولتز رد قائلاً: “حرية التعبير لا تعني دعم خطاب اليمين المتطرف”.
ماسك، الذي استضاف زعيمة الحزب أليس فايدل في وقت سابق على برنامجه “X”، دعا الألمان للتصويت لصالح حزب البديل، قائلاً: “إنه أفضل أمل لألمانيا من أجل مستقبل عظيم”، مشيداً بالحزب على غرار الجمهوريين في الولايات المتحدة.
مخاوف دولية من تأثير ماسك
تتزامن تصريحات ماسك مع تقارير عن مراقبة رسائله على منصة “X” من قبل السلطات البريطانية لتحليل خطر انتشار خطاب الكراهية والتضليل.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للسياسة الألمانية، حيث تواجه البلاد تحديات تتعلق بصعود اليمين المتطرف وتأثيره على مستقبل الديمقراطية.
