شتاينماير يدعو إلى الوحدة والتماسك بعد حادث دهس ماغديبورغ الذي يغذي خطاب التطرف في ألمانيا

هيئة التحرير
Published 10 أشهر ago on 24 ديسمبر, 2024-0 views
شتاينماير يدعو إلى الوحدة والتماسك بعد حادث دهس ماغديبورغ الذي يغذي خطاب التطرف في ألمانيا

في كلمة تقليدية بمناسبة عيد الميلاد، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، الشعب الألماني إلى الوحدة والتماسك في مواجهة الانقسامات التي تهدد استقرار البلاد. جاءت هذه الدعوة بعد حادث دهس مروع وقع قبل أيام في مدينة ماغديبورغ، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين، ما أشعل الجدل حول الهجرة والأمن في خضم الاستعدادات للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في فبراير المقبل.

“لنحافظ على وحدتنا”

في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي، أشار شتاينماير إلى “الظلال” التي تخيم على أجواء عيد الميلاد بسبب الحادثة، وقال: “الكثير منكم سيكون حزينا خلال فترة عيد الميلاد. الكثير منكم سيكون مضطربا وقلقا وحتى خائفا ربما. كل هذه المشاعر مفهومة، لكن يجب ألا تسيطر علينا وألا تشلنا”. وأضاف: “يجب ألا تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. يجب ألا تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا!”، مشددا على أن التماسك في الأوقات الصعبة هو ما يميز ألمانيا.

تسييس الحادثة وخطاب التطرف

المشتبه فيه بتنفيذ الهجوم، سعودي يدعى طالب جواد العبد المحسن، يعمل طبيبًا نفسيًا في ماغديبورغ ومقيم في ألمانيا منذ عام 2006. بينما لا تزال دوافعه غير واضحة، أثارت الحادثة عاصفة من الجدل السياسي. فقد ندد حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف بسياسات الهجرة، مطالبًا بطرد اللاجئين وإغلاق الحدود. وشارك الآلاف في تجمعات نظّمها الحزب في ماغديبورغ، حيث رفعت شعارات معادية للأجانب.

في المقابل، نظمت مجموعة مناهضة للحزب فاعلية بعنوان “لا تعطي أي فرصة للحقد”، شارك فيها نحو أربعة آلاف شخص شكلوا سلسلة بشرية بالشموع. ودعا المنظمون إلى التسامح، محذرين من استغلال الحادثة لأغراض سياسية.

انتخابات تحت الضغط

قبل شهرين على الانتخابات التشريعية المبكرة، يُظهر المشهد السياسي انقسامًا متزايدًا. وفقًا لاستطلاعات الرأي، يتقدم المحافظون بنسبة 32%، بينما يحصد حزب “البديل من أجل ألمانيا” 20%، ما يضعه في المرتبة الثانية متجاوزًا الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس الذي حصل على 15%.

في خضم هذه التوترات، وعدت حكومة شولتس بإجراء تحقيق شامل لتحديد ما إذا كان يمكن تفادي وقوع الحادثة. ومع تزايد الضغوط، يبقى التحدي الأكبر في تحقيق توازن بين أمن المواطنين والحفاظ على قيم التسامح والتعددية التي تميز المجتمع الألماني.

رسالة أمل ووحدة

اختتم شتاينماير كلمته برسالة أمل قائلا: “التماسك عند الضرورة هو ما يميز بلادنا. فلنظهر ذلك الآن بالتحديد”. في ظل الأجواء المشحونة، يبقى السؤال: هل ستتمكن ألمانيا من تجاوز هذه المحنة والحفاظ على قيمها الراسخة أم ستغلب الانقسامات؟

Breaking News
error: Content is protected !!