كشفت حادثة ماغديبورغ الأخيرة عن تفاصيل مثيرة للجدل بشأن “طالب أ.”، الطبيب السعودي الذي أقدم على دهس عدد من الأشخاص يوم الجمعة، ما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة العديد بجروح متفاوتة. لم تكن هذه الجريمة حدثاً مفاجئاً، بل جاءت بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للقلق نشرها الجاني عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية التنبؤ بمثل هذه الأعمال الإجرامية.

تصريحات مثيرة للجدل ودعوات إلى العنف
من خلال مراجعة حسابه على منصة “إكس”، يظهر أن “طالب أ.” نشر مئات التغريدات التي تضمنت أفكاراً متطرفة وتصريحات غاضبة.

• في 13 أغسطس 2023، كتب باللغة العربية:
“إذا أرادت ألمانيا الحرب، سنخوضها. وإذا أرادت قتلنا، سنذبحها. لقد استنفدنا كل الوسائل السلمية.”
هذه التصريحات كانت بمثابة دعوة صريحة للعنف، محملاً السلطات الألمانية مسؤولية “الاضطهاد”، حسب زعمه.
• في مايو 2023، أشار إلى أنه يتوقع موته قريباً، مؤكداً:
“سأحقق العدالة بأي ثمن، حتى لو كلفني ذلك حياتي.”
• كما وثقت تقارير منشورات إضافية تتحدث عن “انتقام قادم” وتوعد بأن تدفع ألمانيا “ثمناً باهظاً”.

تحذيرات مسبقة من السعودية
وفقاً لتقارير وكالة “رويترز”، أفاد مصدر سعودي بأن المملكة سبق وأن حذرت السلطات الألمانية من التطرف الفكري لـ”طالب أ.” ومخاوفها من نواياه العدوانية. هذا الأمر يثير تساؤلات حول تعامل الجهات الأمنية مع هذه التحذيرات ومدى جديتها.
انعزال اجتماعي وصراع داخلي
تحدث “طالب أ.” في عدة مقابلات سابقة عن معاناته الاجتماعية والنفسية، خاصة بعد إعلان تركه للإسلام.
• في مقابلة مع صحيفة “FAZ” عام 2019، قال:
“لقد فقدت أصدقائي وعائلتي بعد تركي للدين. في البداية كنت أتظاهر بالإيمان للحفاظ على علاقاتي، لكن الآن أعيش في عزلة.”
كما أشار إلى أنه كان يعاني من رفض مجتمعي حتى بين زملائه من اللاجئين والمسلمين في ألمانيا، الذين وصفوه بـ”الإنسان السيئ” بسبب عدم إيمانه.

دوافع الجريمة: بين الانتقام والإحباط
بحسب التحليلات الأولية، يبدو أن دوافع “طالب أ.” تنبع من مزيج من الإحباط الشخصي، العزلة الاجتماعية، ومشاعر الانتقام تجاه ما اعتبره “ظلماً واضطهاداً”.
التصريحات العلنية التي نشرها عبر الإنترنت تظهر بوضوح أنه كان يخطط لفعل عنيف لتحقيق “العدالة”، وفق رؤيته المشوهة.
الأسئلة العالقة
• هل كان بالإمكان منع هذه الجريمة لو تمت متابعة منشوراته بشكل أكثر دقة؟
• كيف يمكن تحسين التنسيق بين التحذيرات الدولية والسلطات المحلية لمنع حوادث مماثلة؟
• ما هو دور البيئة الاجتماعية والانعزال في دفع الأفراد نحو التطرف والعنف؟
إن حادثة ماغديبورغ ليست فقط مأساة إنسانية، لكنها تفتح الباب أمام نقاش واسع حول قضايا الاندماج، التطرف، ودور الرقابة الأمنية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.