نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 29 نوفمبر 2024
في ظل تصاعد التوترات الأمنية الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، تتخذ دول أوروبا الشمالية خطوات غير مسبوقة لتحصين مواطنيها ضد أسوأ السيناريوهات، حيث يتم التركيز على تعزيز التأهب المدني وتطوير البنية التحتية للملاجئ.
ألمانيا: العودة إلى زمن الملاجئ
كشفت الحكومة الألمانية عن خطة وطنية لإعادة إحياء الملاجئ في البلاد، بعد تقارير رسمية أشارت إلى أن ألمانيا، التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة، تمتلك أقل من 600 ملجأ عام، لا تستطيع استيعاب سوى 480 ألف شخص.
ويشمل هذا البرنامج تطوير تطبيق جديد يساعد المواطنين على تحديد مواقع الملاجئ القريبة منهم، إلى جانب دعوة الأسر لتجهيز أقبية المنازل كملاجئ، وإلزام شركات البناء بتضمين ملاجئ في المشاريع السكنية الجديدة.
السويد: “إذا وقعت أزمة أو حرب”
وزعت السويد كتيبًا مكونًا من 32 صفحة بعنوان “إذا وقعت أزمة أو حرب”، يتضمن إرشادات حول تخزين المياه والطعام، استخدام البطاريات البديلة، والتدفئة في ظل انقطاع الكهرباء.
وقد أثار الكتيب ردود فعل متباينة بين المواطنين؛ فبينما رأى البعض أن هذه الخطوة تعزز الوعي، عبّر آخرون، خاصةً من المهاجرين الذين عايشوا ويلات الحروب، عن مخاوفهم العميقة من احتمالية نشوب صراع في المنطقة.
النرويج وفنلندا: خطط تفصيلية للأزمات
في النرويج، وزعت السلطات دليلاً إرشاديًا يدعو إلى تخزين أسبوع كامل من الأطعمة غير القابلة للتلف، مثل المكسرات والعسل، مع التأكيد على أهمية الاحتفاظ بمصادر طاقة بديلة ونقد مالي تحسبًا لأي طارئ.
أما في فنلندا، فقد أطلقت الحكومة موقعًا إلكترونيًا تحت عنوان “72 ساعة”، يقدم نصائح عملية للتعامل مع الأزمات الممتدة، من انقطاع المياه والكهرباء إلى الكوارث العسكرية، حيث يدعو المواطنين إلى تقييم مدى قدرتهم على الصمود في مثل هذه الظروف.
التأهب المدني: ضرورة حتمية أم مبالغة؟
وفقًا لتصريحات وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستريوس، فإن الدول الأوروبية تسعى لجعل شعوبها “قادرة على الحرب”، ليس فقط من خلال تعزيز القدرات العسكرية، بل أيضًا من خلال تجهيز السكان لمواجهة الأزمات.
إعادة أجواء الحرب الباردة
تُظهر هذه الخطوات أن أوروبا الشمالية تأخذ مسألة التأهب المدني على محمل الجد، حيث تُعيد هذه الجهود إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت هذه التحضيرات كافية لمواجهة تهديدات مستقبلية، أم أنها مجرد إجراءات احترازية لن يُختبر تأثيرها أبدًا.
المصدر: صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 29 نوفمبر 2024