في عملية نوعية فجر يوم الثلاثاء، شنت قوات الجمارك الألمانية بالتعاون مع الشرطة الفيدرالية هجومًا مفاجئًا على مصنع غير قانوني لإنتاج السجائر في منطقة راديفورمفالد، شمال الراين-وستفاليا. تم تنفيذ المداهمة في وقت مبكر من الصباح بمشاركة وحدات خاصة مسلحة، في إطار حملة موسعة ضد شبكة منظمة من المهربين المتورطين في إنتاج وتوزيع السجائر غير المشروعة.
بحسب مصادر الجمارك، فإن العملية جاءت بعد تحقيقات استمرت عدة أشهر، وتم خلالها مراقبة نشاطات مجموعة إجرامية منظمة، يقودها رجل من مولدوفا يبلغ من العمر 38 عامًا. هذه المجموعة كانت تمد السوق السوداء بملايين السجائر المزيفة، ما أدى إلى خسائر فادحة في إيرادات الدولة من الضرائب.
أثناء المداهمة، والتي تمت في ظل ضباب كثيف يحيط بالمنطقة الصناعية، اقتحمت القوات مستودعًا كبيرًا، يُعتقد أنه يحتوي على معدات إنتاج متقدمة للسجائر المزيفة. المخاوف من احتمالية وجود مسلحين داخل المستودع دفعت السلطات إلى طلب دعم القوات الخاصة، التي نفذت العملية دون أي مقاومة من المشتبه بهم.
وقد أسفرت المداهمة عن اعتقال 17 شخصًا، معظمهم من دول أوروبا الشرقية، والذين كانوا يعملون في المصنع ويعيشون داخله، ما يشير إلى أن المشتبه بهم كانوا يراقبون عمليات الإنتاج على مدار الساعة.
وتواصل قوات الجمارك عمليات التفتيش في الموقع، حيث تم ضبط عدد كبير من المعدات الضخمة والأدلة. ومن المتوقع أن تستمر العملية لعدة أيام حسب تصريح هيكي سينيوالد، المتحدثة باسم الجمارك.
وأضافت سينيوالد: “نحن نعمل على جمع كل الأدلة المتاحة وتفكيك هذه الشبكة بشكل كامل”. كما أشارت إلى أن التكلفة التقديرية لإنشاء مصنع سجائر غير قانوني بهذا الحجم قد تصل إلى مليون يورو، وهو ما يعكس مدى تنظيم وخطورة هذه الشبكات.
التحقيقات جارية لتحديد حجم الخسائر التي تسببت فيها هذه العصابة من خلال التهرب الضريبي، وسط توقعات بأن تصل إلى ملايين اليوروهات. تشير التقديرات الأولية إلى أن عائدات بيع هذه السجائر المزيفة في السوق السوداء قد بلغت عشرات الملايين، مما يجعل هذه الضربة خطوة مهمة في مكافحة الجريمة المنظمة في ألمانيا.