شهدت أروقة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هذا العام أحداثًا لا مثيل لها، حيث طغت التوترات السياسية على المشهد الثقافي والأدبي الذي يُعرف به المعرض. انسحابات مُتتالية شابت الحدث العالمي بعد إلغاء تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي ومنحها جائزة ليبراتور، في ظل الأوضاع المُتوترة بالمنطقة.
جاء هذا القرار في سياق الدعم الذي أعلنه مدير المعرض، يورجن بوس، لإسرائيل، في خطوة تمَّ التفسير لها على نطاق واسع كرمز لإنحياز فاضح الى إسرائيل وغير عادل خلال الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل التوترات المستمرة في ظل الحرب الراهنة.
كانت هيئة الشارقة للكتاب أول الجهات التي أعلنت عن انسحابها، مشددةً على أهمية الثقافة كوسيلة لتعزيز التفاهم والحوار بين الأفراد والشعوب. كما أعلن اتحاد الناشرين العرب، في خطوة مماثلة، انسحابه، احتجاجاً على الموقف الذي وصف بأنه منحاز وغير عادل.
هذه الأحداث لاقت صدى واسعاً في الأوساط الثقافية والأدبية، مُعكّرةً سمعة المعرض كمحفل للتبادل الثقافي والفكري بين مُختلف الثقافات والشعوب. ويظل السؤال المُلحّ هو: كيف ستتأثر الأوضاع في المعرض في السنوات القادمة بعد هذه الأحداث؟ وهل ستعود الأمور لنصابها في ضوء الانقسامات الحالية والتحالفات الناشئة؟
الثقافة، التي عُرفت دائماً بأنها جسر للتواصل والحوار بين الشعوب، تجد نفسها اليوم تُستخدم كأداة للتعبير عن التحالفات السياسية والاعتراضات. ويبقى تحدي المؤسسات الثقافية في كيفية التعامل مع هذه التحديات في مُستقبل الحوار الدولي والثقافي العابر للحدود.