في قرار غير مسبوق، وافقت برلين يوم الاثنين على منح شركة “إنتل” الأمريكية الرائدة في تكنولوجيا الرقائق ما يقرب من ثلث تكلفة المصنع الجديد الذي ستقوم ببنائه في ألمانيا. يُقدر المشروع بتكلفة 30 مليار يورو، بعد محادثات طويلة ومعقدة استمرت على مدى عدة أشهر.
كشفت مصادر حكومية لوكالة “فرانس برس” أن برلين تعتزم تقديم 9.9 مليار يورو لدعم المشروع، في مدينة ماغديبورغ شرق البلاد. هذا المبلغ يُعد زيادة عن الـ6.8 مليار يورو التي تم الاتفاق عليها في العام الماضي.
في آذار 2022، كشفت “إنتل” عن هذا المشروع الضخم، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من خططها الاستثمارية في أوروبا. هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج أشباه الموصلات، التي تستخدم في كل شيء من الطائرات الحربية إلى الهواتف الذكية، والحد من الاعتماد على آسيا، بعد النقص الحاد الذي شهده الإنتاج في العديد من القطاعات الصناعية نتيجة الجائحة.
كان من المفترض أن تبدأ الأعمال الإنشائية لمشروع “إنتل” في النصف الأول من هذا العام، ولكنها توقفت بسبب الأزمات الاقتصادية المترتبة على الحرب في أوكرانيا.
بعد ذلك، بدأت محادثات بين المسؤولين الألمان والشركة استمرت لأشهر، نتج عنها اتفاق بزيادة الدعم الحكومي للمشروع. وبناءً على هذا الاتفاق، يُقدر الآن أن تكلفة المشروع ستكون 30 مليار يورو بدلاً من 17 مليار.
رحب المستشار الألماني أولاف شولتس بالاتفاقية خلال حفل التوقيع، مع بات غيلسنغر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، مشيدًا بالاتفاقية باعتبارها “أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ ألمانيا” من شركة واحدة.