بين أروقة الأزقة القديمة في هامبورغ، غياب أرنو دي أوشبيل لن يمر مرور الكرام. على الرغم من عدم قبوله لأي عمل طوال حياته، إلا أنه أصبح شخصية لا تنسى في المدينة. ارتبط اسمه بصورة فريدة من نوعها في الذاكرة الجماعية – كرمز للرفض المستميت للعمل.
ولد أرنو في العام 1956، وترك التدريب المهني في سن مبكرة، في العام 1976، ولم يعد للعمل بعدها. طوال حياته، عاش على الإعانات الحكومية والمساعدات الاجتماعية، متفاديًا ببراعة أي فرص عمل طُرحت أمامه. هذا الرفض الدائم للعمل جعله شخصية بارزة ومثيرة للجدل في الأوساط الألمانية.
توفي أرنو الآن عن عمر يناهز 67 عاما. قبل حوالي أسبوعين، أدخل إلى المستشفى الجامعي في هامبورغ، وتوفي بعد أيام قليلة. رغم ذلك، لا يزال اسمه محفورا في الذاكرة الجمعية للمدينة.
ظهر أرنو للعامة لأول مرة في بداية الألفية الجديدة، عندما ظهر في برامج حوارية مسائية واشتهر بمقولاته المشهورة مثل: “لا أريد أن آخذ وظيفة أي شخص”. وقضى الأيام الأخيرة من حياته في دار لرعاية المسنين في هامبورغ، بعيدا عن الضوضاء والنشاط الذي شهده في البرامج التلفزيونية.
في نهاية المطاف، يبقى أرنو دي أوشبيل رمزًا للتمرد غير التقليدي، وحياة عاشها كما اختار، وهو ما يجعل رحيله لا يمكن نسيانه بسهولة في ألمانيا، وخاصة في مدينة هامبورغ
