شهدت مدينة ماغديبورغ، عاصمة ولاية ساكسونيا-أنهالت، حادثة مأساوية حيث دهس سائق سيارة مجموعة من الزوار في سوق عيد الميلاد. الحادث، الذي وصفته السلطات بأنه “هجوم”، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفل صغير، وإصابة أكثر من 200 شخص بجروح، 41 منهم في حالة حرجة.
تفاصيل الجاني ودوافعه
كشفت التحقيقات الأولية عن هوية الجاني، طالب أ.، وهو رجل سعودي الجنسية يبلغ من العمر 50 عامًا. وفقًا للتقارير، ترك الإسلام في أواخر التسعينيات وهرب إلى ألمانيا هربًا من التهديدات التي واجهها في بلاده بسبب آرائه. ومنذ ذلك الحين، أصبح شخصية بارزة في مجتمع المنفيين السعوديين، حيث اشتهر بانتقاداته الحادة للإسلام.
نشر الجاني على منصات التواصل الاجتماعي تصريحات مثيرة للجدل، حذر فيها من “أسلمة أوروبا”، وألقى باللوم على الشرطة الألمانية بأنها “المحرك الحقيقي للإسلاميين”. قبل وقوع الحادث، نشر رسالة مثيرة على منصة “X” قال فيها: “ألمانيا ستدفع الثمن”.
عمله وحالته النفسية
كان الجاني يعمل كطبيب نفسي في مؤسسة علاجية بمدينة بيرنبورغ، حيث تعامل مع حالات إدمان معقدة. إلا أن زملاءه أشاروا إلى علامات تدهور نفسي ظهرت عليه في الأشهر الأخيرة. كان في إجازة مرضية منذ عدة أسابيع، وأفاد البعض بأنه كان يأتي إلى الاجتماعات غير مستعد ومرهقًا نفسيًا.
علاقته بحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)

أظهرت التحقيقات أن الجاني كان من أنصار حزب “البديل من أجل ألمانيا”، حيث دافع عنه علنًا منذ عام 2016، واعتبره الحزب الوحيد القادر على التصدي لما وصفه بـ”الخطر الإسلامي”.
أحداث يوم الحادث
وقع الهجوم في ساعات المساء، حيث دخلت السيارة مسرعة في تجمع من الزوار في سوق عيد الميلاد، مما تسبب في حالة من الهلع. وأعلنت الشرطة على الفور أن الحادث يُعتبر هجومًا. أغلقت السلطات السوق بالكامل، وأقيمت خيام طبية لإسعاف المصابين.
أسئلة مفتوحة وتحقيقات جارية
• لماذا لم يكن الجاني معروفًا لدى السلطات رغم خطاباته المتطرفة؟
• ما هو الدافع الحقيقي وراء الحادث؟
• هل كان هناك أي تواطؤ أو تحريض من جهات أخرى؟
تواصل السلطات التحقيق للكشف عن كافة ملابسات الحادث، في حين تعيش المدينة حالة من الصدمة والحزن العميقين.