في خطوة مثيرة للجدل، التقى نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، بزعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، وذلك قبل أيام فقط من الانتخابات الألمانية. اللقاء، الذي يُعد سابقة في العلاقات الأميركية الألمانية الحديثة، يأتي وسط تصاعد المخاوف داخل الجالية العربية والمسلمة من تنامي نفوذ اليمين المتطرف في البلاد.
دعم أميركي غير مباشر لليمين المتطرف؟
بينما تتخذ الحكومة الألمانية موقفًا صارمًا ضد الأحزاب اليمينية الشعبوية، خاصة في ظل تصاعد الخطاب العنصري والهجمات السياسية على المهاجرين، يبدو أن واشنطن تعتمد نهجًا مختلفًا. إذ أكد السيناتور فانس، خلال لقاءاته في ميونخ، أن على ألمانيا التعايش مع القوى السياسية اليمينية المتصاعدة، مشيرًا إلى أن الديمقراطية يجب أن تكون شاملة لكل الأصوات، بما في ذلك الأحزاب المتطرفة.
دور إيلون ماسك وتأثيره على المشهد السياسي
يأتي هذا اللقاء في وقت يواصل فيه الملياردير الأميركي إيلون ماسك دعمه لحزب AfD، مما يزيد من المخاوف بشأن تدخل رؤوس الأموال والنفوذ الأجنبي في الانتخابات الألمانية. تصريحات ماسك السابقة، التي هاجم فيها سياسات الهجرة في أوروبا وأشاد بالحزب اليميني الشعبوي، عززت الانقسامات داخل المشهد السياسي الألماني، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات.
قلق داخل الجالية العربية والمسلمة
بالنسبة للجالية المسلمة والعربية، فإن تصاعد نفوذ حزب “البديل من أجل ألمانيا”، بدعم شخصيات مؤثرة مثل ماسك، يثير المخاوف بشأن المستقبل. فقد شهدت الفترة الماضية تصاعدًا في الخطاب المناهض للمهاجرين، مع دعوات من بعض قيادات الحزب لإجراءات أكثر صرامة بحق الأجانب، مما يجعل مستقبل التعايش في ألمانيا على المحك.
هل ترد برلين؟
اللقاء بين فانس وزعيمة AfD يضع الحكومة الألمانية في موقف حرج، خاصة مع تمسك المستشار أولاف شولتس بموقفه الرافض لأي شكل من أشكال الشرعية السياسية لليمين المتطرف. فهل سيكون هناك رد رسمي من برلين؟ وهل ستتغير معادلة العلاقات الألمانية الأميركية في ظل هذا التقارب الأميركي مع التيارات الشعبوية في أوروبا؟
الجالية أمام مرحلة حاسمة
مع اقتراب موعد الانتخابات، تجد الجالية العربية والمسلمة في ألمانيا نفسها في مرحلة مفصلية، حيث تراقب بحذر التطورات السياسية وتأثيرها المحتمل على مستقبلها. فهل ستتمكن ألمانيا من صد المد اليميني المتطرف، أم أن الضغوط الخارجية ستفتح الباب أمام تحول سياسي غير مسبوق؟