برلين – عرب 24
بعد ساعات قليلة فقط من انتخابه مستشارًا لألمانيا، بدأ فريدريش ميرتس (69 عامًا، الحزب المسيحي الديمقراطي CDU) في ترتيب أوراق السلطة داخل حكومته الجديدة، من خلال إصدار ما يُعرف بـ”أمر التنظيم الحكومي”، الذي يحدّد بشكل رسمي من يملك النفوذ الحقيقي في الكابينة الوزارية.
في اجتماع أول عقده مساء الثلاثاء في المستشارية، وضع ميرتس الإطار العام لتوزيع الأدوار والصلاحيات، كاشفًا عن هيكلية حكومية دقيقة تعكس توازنات حزبية واستراتيجية داخل الائتلاف الحاكم.
🔹 كلينغبايل الرجل الثاني
في قمة هذه التراتبية، جاء وزير المالية لارس كلينغبايل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD) في المرتبة الثانية بعد ميرتس، ليؤدي فعليًا دور “نائب المستشار”، رغم أن هذا اللقب غير معتمد رسميًا في النظام السياسي الألماني.
يليه وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت (الحزب المسيحي الاجتماعي CSU) ثم وزير الخارجية يوهان فاديبول (CDU).
🔹 نساء في مراكز متقدمة
ضمت القائمة أسماء بارزة، منها وزيرة الاقتصاد الجديدة كاثارينا رايشه (CDU) التي جاءت في المرتبة الخامسة، تليها وزيرة البحث العلمي والفضاء دوروتيه بير (CSU)، ووزيرة العدل ستيفاني هوبيغ (SPD)، ووزيرة الأسرة والتعليم كارين بريين (CDU).
🔹 الرقمنة إلى الواجهة
خطوة لافتة اتخذها ميرتس بمنح حقيبة الرقمنة مركزًا متقدمًا في الترتيب الحكومي، حيث احتل الوزير التكنوقراطي كارستن فيلدبرغر (مستقل) المركز العاشر، قبل وزراء النقل والبيئة والصحة.
🔹 مفاجأة الترتيب: المستشار الأقوى في الظل
رغم حلوله في المركز الأخير على الورق، إلا أن وزير شؤون المستشارية تورستن فراي (CDU) يُعتبر من أكثر الشخصيات نفوذًا في الحكومة. يُعرف بقربه الشديد من ميرتس، ويؤدي دور “الرجل الخفي” الذي يدير الملفات المعقّدة ويضبط الإيقاع داخل الائتلاف.
⚖️ قراءة في المشهد
ترتيب السلطة داخل حكومة ميرتس لا يخلو من رسائل واضحة: توازن حزبي محسوب بين CDU وSPD وCSU، حضور بارز للنساء، وتقدير كبير للرقمنة والتحديث. لكنها أيضًا حكومة تعكس المركزية في القرار، حيث يبقى المستشار وفريقه الأقرب هم أصحاب الكلمة العليا.