في حادثة مروعة هزّت ألمانيا، قاد فرهاد ن. (24 عامًا) سيارته بسرعة مميتة نحو حشد من المتظاهرين في مدينة ميونيخ، ما أسفر عن إصابة 30 شخصًا، بينهم طفل يبلغ من العمر عامين في حالة حرجة. بينما تتواصل التحقيقات حول دوافعه، بدأت الأسئلة تتصاعد حول سبب بقائه في ألمانيا رغم رفض طلب لجوئه منذ سنوات.
من طالب لجوء إلى مؤثر على مواقع التواصل

وُلِد فرهاد ن. في أفغانستان، ووصل إلى ألمانيا عام 2016 كلاجئ قاصر غير مصحوب. بعد تقديمه طلب لجوء في فبراير 2017، اكتشفت السلطات أنه سبق أن تقدم بطلب لجوء في إيطاليا، ما أدى إلى رفض طلبه في ألمانيا. رغم ذلك، استمر في الإقامة مستفيدًا من سلسلة من الطعون القانونية التي أجلت ترحيله.
في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه خارج البلاد، تحول فرهاد إلى شخصية معروفة في عالم كمال الأجسام، حيث حصل على جوائز في بطولات محلية، وجمع آلاف المتابعين على إنستغرام وتيك توك. استعرض حياته الفاخرة على مواقع التواصل، حيث ظهر في صور وهو يرتدي ملابس باهظة الثمن، وساعات فاخرة، ويقف بجوار سيارات رياضية فارهة.

قرار الترحيل الذي لم يُنفَّذ
رغم رفض محكمته للطعن الذي تقدم به، تلقّت سلطات ميونيخ إخطارًا في ديسمبر 2020 بضرورة تنفيذ قرار الترحيل. آنذاك، كانت عمليات الترحيل إلى أفغانستان لا تزال قائمة، إلا أن فرهاد حصل على “دُمولدونغ” (إقامة مؤقتة للترحيل غير القابل للتنفيذ) بسبب الإجراءات البيروقراطية. حتى عندما انتهت صلاحية إقامته، تمكن من تمديدها بوثيقة مؤقتة حتى أبريل 2025.
هل كان نائمًا لسنوات قبل تنفيذ الهجوم؟
نفذ فرهاد الهجوم يوم الخميس الساعة 10:30 صباحًا، حيث قاد سيارة ميني كوبر مباشرة نحو متظاهرين في شارع سيدل في ميونيخ، وهو ما وصفه رئيس وزراء بافاريا، ماركوس زودر، بأنه “هجوم إرهابي محتمل”.

تتجه التحقيقات إلى فرضية أنه “ذئب منفرد”، ولكن توقيت الهجوم – قبل يوم من مؤتمر ميونيخ للأمن وعشرة أيام فقط قبل الانتخابات الألمانية – دفع المحققين إلى البحث في احتمالية كونه “خلايا نائمة” تحركت في توقيت استراتيجي.
رسالة أمنية واضحة
الآن، وبعد أن فقد عشرات الأبرياء حياتهم الطبيعية بسبب هذا الهجوم، تتجه الأنظار إلى السلطات الألمانية التي سمحت ببقائه رغم سجل طلب اللجوء المرفوض. هل كان يمكن تفادي هذا الحادث؟ وكيف ستؤثر هذه الحادثة على النقاشات السياسية حول الهجرة والأمن في ألمانيا؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في الكشف عن الحقيقة الكاملة وراء هذه المأساة.