من طوفان غزة إلى موجة الحراك الطلابي في الغرب: : الغياب الصارخ للحراك الطلابي العربي

هيئة التحرير
Published سنة واحدة ago on 28 أبريل, 2024-12 views
من طوفان غزة إلى موجة الحراك الطلابي في الغرب: : الغياب الصارخ للحراك الطلابي العربي


الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية يجدد الذاكرة السياسية للولايات المتحدة، مستحضرًا أصداء احتجاجات عام 1968 ضد حرب فيتنام والمظاهرات الطلابية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر عام 1956. الطلاب الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين بوقف العدوان على غزة يذكّروننا بقوة الشباب في تشكيل الرأي العام والتأثير في السياسات الحكومية. إضافة إلى فشل الروايات الإعلامية الصهيونية في تغيير اهتمامات الجيل الجديد من الطبقة الأكاديمية، هؤلاء الطلاب لم يخشوا قمع الشرطة الأمريكية لهذه المظاهرات، ولا الاعتقالات، وما زالوا مصرين على دعم القضية الفلسطينية. إن غزة أنتجت، وكأنها، طوفانًا طلابيًا جديدًا يعيد إلى الواجهة الخصال الإنسانية التي فقدها بنو البشر في ظل العولمة الرأسمالية المتوحشة. شرارة هذه الاحتجاجات لم تبق فقط في أمريكا بل انتقلت إلى أوروبا؛ فرنسا، ألمانيا، وأثينا، حيث واجه المحتجون قمعًا من الشرطة كما رأينا في برلين. ورغم ذلك، ما زال الطلبة في الغرب، في أمريكا، مصرين على الاستمرار في احتجاجهم حتى تحقيق العدالة ووقف العدوان الممنهج على المدنيين في قطاع غزة.

الحراك الطلابي الأمريكي: روح التاريخ تتجدد
في الستينيات، كانت الجامعات الأمريكية مراكز للنشاط السياسي الذي تحدى سياسات الحكومة الأمريكية في فيتنام. اليوم، تشهد هذه الجامعات حراكًا مماثلًا، حيث يتخذ الطلاب موقفًا ضد السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل في الصراع مع غزة. يرتبط هذا الحراك بتاريخ طويل من النضال الطلابي الذي أثبت قدرته على إحداث تغييرات جوهرية في السياسات الخارجية.

تأثير الحراك الطلابي على السياسة الأمريكية
لا شك أن الحراك الطلابي الحالي يثير القلق في أروقة السياسة الأمريكية. التاريخ يعلمنا أن الطلاب لعبوا دورًا حاسمًا في إعادة تقييم الولايات المتحدة لتدخلاتها العسكرية، كما حدث بعد احتجاجات فيتنام. اليوم، قد تؤدي الضغوط المتزايدة من الحراك الطلابي إلى إعادة نظر الإدارة الأمريكية في دعمها لإسرائيل. الحركة الطلابية، وبخاصة فعالياتها، قد تغير الواقع السياسي الحالي تجاه الحرب على غزة. ليس فقط ينتظر الحراك تغييرات سريعة، بل يتطلع إلى أن يقود هؤلاء الشباب دولهم سياسيًا واقتصاديًا في العقود القادمة.

المقارنة مع الجامعات العربية: غياب الحراك
في نقاش حديث مع نخبة من المثقفين المغاربة ( منتدى حوارات التنوير والتغيير)، أعرب الصديق الأستاذ بوحبة من كندا عن رأيه المهم حول غياب الحراك الطلابي في الجامعات العربية. أشار إلى أن هذا الغياب يعكس الفجوة بين الجامعات والقضايا الإنسانية والسياسية المعاصرة. القمع السياسي والخوف من السلطات قد يكون سببًا رئيسيًا في كتم صوت الطلاب العرب، أو ربما فشل نظام التعليم العربي في العقود الأخيرة في إنتاج طلاب مثقفين ومتفتحين يتفاعلون مع التغيرات السياسية والاجتماعية والأخلاقية من حولهم.

نحو مستقبل مشرق للحراك الطلابي
الجامعات العربية مدعوة اليوم لاحتضان النقاش الحر والتفكير النقدي وتوفير مساحات للطلاب للتعبير عن آرائهم بأمان. يجب أن تتعلم هذه الجامعات من نظيراتها الأمريكية كيفية تفعيل دور الطلاب في تشكيل مستقبل بلدانهم والعالم. فقط عبر تعزيز هذه القيم يمكن أن تصبح الجامعات العربية منارات للتغيير الاجتماعي والسياسي، وتلعب دورًا فعالًا في النهوض بمجتمعاتها

Breaking News
error: Content is protected !!