واشنطن – عرب 24
في تغريدة نالت أكثر من مليون مشاهدة خلال ساعات، أطلق العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريجور – المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) – تحذيرًا لاذعًا بشأن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، معتبرًا أن واشنطن تقف على حافة هاوية خطيرة بسبب ما وصفه بـ”التهوّر الإسرائيلي المدعوم أميركيًا”.
مفاجأة على غرار بيرل هاربر
بحسب ماكغريجور، فإن إسرائيل شنّت ضربة استباقية ضد إيران بينما كانت المفاوضات بين واشنطن وطهران جارية. وأوضح أن إيران فوجئت بالهجوم، لكن ردّها كان سريعًا وصاعقًا، حيث أطلقت مئات الصواريخ – بما فيها صواريخ فرط صوتية – على تل أبيب ومواقع أخرى.
وأضاف: “إيران تعافت من لحظة بيرل هاربر الخاصة بها في أقل من 18 ساعة، على عكس ما توقعت تل أبيب.”
انهيار القبّة الحديدية وعجز استخباراتي
ماكغريجور وجّه انتقادات حادة للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية، مؤكدًا أن القبّة الحديدية فشلت، وكذلك الاستخبارات الإسرائيلية، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات اليوم “يتوسل التدخل العسكري الأميركي لإنقاذ إسرائيل من هزيمة مؤكدة.”
دعم عالمي لإيران وتدهور أميركي داخلي
وبحسب التغريدة، فإن دولًا كروسيا، الصين، باكستان، ومعظم العالم الإسلامي أعلنت دعمها لإيران، وبدأت في إرسال معدات وإمدادات ودعم فني.
في المقابل، تساءل ماكغريجور: “ما الذي جنته واشنطن من إنفاق 12 تريليون دولار في الشرق الأوسط منذ 2003؟ 7 آلاف قتيل، و50 ألف جريح، وحدود مفتوحة، و100 ألف وفاة سنويًا بسبب الفنتانيل.”
تحذير من سيناريو كارثي
وأشار العقيد إلى أن أي ضربة إسرائيلية لمرافئ تصدير النفط الإيراني قد تؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، مما يعني توقف 20% من إمدادات النفط العالمية، وتبعات اقتصادية مدمّرة:
“سعر الوقود قد يصل إلى 7 دولارات للغالون، وسلاسل التوريد ستنهار، والشاحنات لن تنقل الطعام. لأجل من؟ لأجل حرب بدأتها إسرائيل.”
كما لفت إلى المفارقة الاقتصادية: طائرة إيرانية مسيّرة من نوع شاهد-136 لا تتجاوز كلفتها 20 ألف دولار، بينما صاروخ باتريوت الأميركي يتجاوز 4 ملايين دولار.
ماذا تقترح واشنطن؟
دعا ماكغريجور الإدارة الأميركية إلى التحرّك سياسيًا ودبلوماسيًا بدلًا من الانخراط العسكري، عبر:
الدعوة لاجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي فرض وقف فوري لإطلاق النار الضغط على إسرائيل لوقف قتل المدنيين وسحب قواتها من غزة والضفة تعليق المساعدات العسكرية حتى التزام تل أبيب بذلك الدعوة إلى مؤتمر سلام دولي ترعاه أميركا وروسيا والصين والهند والبرازيل
أمريكا أولًا… لا تل أبيب
واختتم تغريدته بنبرة حازمة:
“لقدت قدت جنودًا أميركيين تحت النيران. لا أريد رؤية المزيد من التوابيت المغطاة بالعلم. أمريكا أولًا، لا إسرائيل أولًا، ولا أوكرانيا ولا الناتو.”
تحليل:
رغم المبالغة في بعض الطرح، تعكس التغريدة تحولًا لافتًا في المزاج السياسي الأميركي. الغضب من الحروب الطويلة، والعبء الاقتصادي، وفشل السياسات الخارجية يجد صدى في أوساط الرأي العام.
إنها إشارة قوية لصنّاع القرار: التورّط في حرب جديدة قد لا يلقى دعمًا شعبويًا، بل يواجه مقاومة متزايدة من الداخل الأميركي نفسه.