الشرطة تداهم منازل 31 من مثيري الشغب
برلين/إيسن/روستوك – صحيفة Arab24
نفذت وحدات خاصة من الشرطة الاتحادية الألمانية، في ساعات الفجر الأولى، مداهمات واسعة استهدفت 31 منزلًا في عدة ولايات ألمانية، شملت مكلنبورغ-فوربومرن، برلين، براندنبورغ، وشمال الراين-وستفاليا. العملية جاءت في إطار تحقيقات متعلقة بأعمال عنف خطيرة ارتكبها مشجعون متطرفون (هوليغانز) مرتبطون بأندية الدرجة الثالثة هانزا روستوك وروت فايس إيسن.
خلفية المداهمات: هجوم وحشي على قطار المشجعين
تعود الحادثة التي أدت إلى هذه الحملة الأمنية الكبرى إلى شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما قام أكثر من 200 مشجع ملثم من هانزا روستوك بمهاجمة قطار خاص يحمل مشجعي روت فايس إيسن أثناء رحلته بين غرنسيه ونويشتريليتس في براندنبورغ.
وقع الهجوم عند الساعة 9:45 صباحًا، حيث تم قذف القطار بالحجارة والمفرقعات، مما أدى إلى تحطم نوافذ عدة مقصورات. ويُعتقد أن المواجهة كانت مخططًا لها مسبقًا، حيث قام أحد الأشخاص في القطار بسحب فرامل الطوارئ قبل لحظات من الهجوم، مما سمح باندلاع اشتباكات مباشرة بين مجموعات متناحرة من مثيري الشغب، قُدِّر عددهم بـ 350 شخصًا، وأسفرت المواجهات عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة.
تحقيقات دقيقة وعمليات دهم متزامنة
تمكنت الشرطة من تحديد هوية أول مشتبه به، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عامًا من مشجعي هانزا روستوك، وذلك بفضل تحليل مقاطع الفيديو المسجلة للهجوم. وعلى مدار الأشهر الماضية، عمل فريق تحقيق خاص (Soko) على تحليل الأدلة وجمع المعلومات، مما مهد الطريق لهذه الحملة الأمنية الواسعة.
نتائج الحملة الأمنية
🔹 31 مشتبهاً بهم تم تحديد هوياتهم ومداهمة منازلهم صباح اليوم.
🔹 أكثر من 30 منزلاً تم تفتيشها في مختلف الولايات الألمانية.
🔹 ضبط هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وأدلة أخرى.
🔹 في إيسن، تم العثور على قنبلتين يدويتين محلية الصنع (كوجلبومبن).
🔹 في روستوك، تم العثور على قنبلة يدوية تدريبية غير نشطة.
🔹 تسجيل البيانات الجنائية لجميع المشتبه بهم، لكن لم تصدر أي أوامر اعتقال حتى الآن.
تصريحات الشرطة: رسالة حازمة ضد العنف في الملاعب
صرّحت أليانا مولر، المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية في برلين، قائلة:
“نحن نبعث برسالة واضحة لهؤلاء المجرمين: لن نتسامح مع هذا العنف. السكك الحديدية ليست مكانًا للاشتباكات الجماعية وأعمال العنف الممنهجة. لقد اختار الجناة هذا الموقع المعزول بعناية، مستغلين تأخر وصول الشرطة. لكننا لن نسمح لهم بالإفلات من العقاب.”
وأضافت أن القطار الذي تعرض للهجوم كان يضم مشجعين عاديين، من بينهم عائلات وأطفال، مما يجعل الاعتداء أكثر خطورة.
خلاصة
تكشف هذه العملية الأمنية عن مدى خطورة العنف المنظم في أوساط بعض مشجعي كرة القدم، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على الملاعب، بل امتد إلى أماكن عامة مثل شبكات النقل العام. وبينما تستمر التحقيقات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن السلطات من كبح جماح العنف المتزايد في أوساط المشجعين المتطرفين؟