يشهد لبنان حالة من الصدمة الكبيرة بعد إعلان خبر استشهاد الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصرالله، جراء غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة. ما يُعرف بـ”أيلول الأسود” ألقى بظلاله على “حزب الله”، كاشفاً عن خرق أمني خطير انتهى باغتيال نصرالله. الجدل الأكبر يدور الآن حول “الجاسوس” الذي يُعتقد أنه لعب دوراً محورياً في هذا الاغتيال.
العملية بدأت عندما قام هذا الجاسوس بتسريب معلومة عن اجتماع سري بين نصرالله وقيادات أخرى من “حزب الله”، مما مكن إسرائيل من تحديد الموقع بدقة واستهدافه بشكل مميت عبر قصفٍ دقيق لستة مبانٍ، مما أدى إلى قطع الأنفاق التي كانت تستخدم للهروب.
المثير للقلق هو أن نصرالله كان يعمل خلال الفترة الأخيرة على شن حرب أمنية داخل الحزب لكشف الجواسيس، وكان قد توصل إلى قناعة بوجود شخصية بارزة مسؤولة عن التسريبات. ومع ذلك، يبدو أن الجاسوس أو الشبكة التي تقف خلفه تمكنت من تصفيته قبل أن يتمكن من كشف المزيد.
في أيامه الأخيرة، كان نصرالله متابعاً شخصياً للملف الأمني للحزب، حتى أنه أشرف على التحقيقات وعمليات التوقيف التي جرت داخل الحزب. ويُعتقد أن اكتشاف هذه الشبكة دفع بالجواسيس إلى التحرك السريع لتصفية نصرالله، نظراً لأنه بدأ بتفكيك شبكتهم واحداً تلو الآخر.
العملية الإسرائيلية تأتي ضمن سياق أوسع لاغتيالات تستهدف قيادات “حزب الله”، بدءاً من وسام الطويل وصولاً إلى نصرالله. يبدو أن الهدف هو إضعاف قيادة الحزب وسلبه قوته التنظيمية، مما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبله.
في الوقت الحالي، السؤال المطروح: ما هو مصير الجاسوس؟ وهل سيتم كشفه بعد استشهاد نصرالله؟ المعلومات تشير إلى أن الشبكة المسؤولة عن هذه العمليات لا تزال حرة، وهو ما يعكس ضرورة أن يقوم “حزب الله” بإعادة تنظيم نفسه بسرعة قبل أن يتم استهداف المزيد من قياداته.
في النهاية، أمام “حزب الله” تحدٍ كبير لضمان استمراريته. المطلوب الآن هو إطلاق حرب أمنية شاملة تكشف جميع المتآمرين، داخلياً وخارجياً، وإلا قد نشهد المزيد من الاغتيالات التي ستطول القيادات من قمة الهرم حتى قاعدته.