كوبنهاغن – 25 سبتمبر 2025 | عرب 24
تزايد الحوادث في المطارات الدنماركية
أعلنت الحكومة الدنماركية أن سلسلة حوادث رصد طائرات مسيّرة فوق عدة مطارات في البلاد تمثل «هجوماً هجينا» تقف خلفه جهة محترفة. وزير الدفاع ترولس لوند بولسن أوضح في مؤتمر صحفي صباح الخميس في كوبنهاغن أن «جميع المؤشرات تدل على أن جهات منظمة وراء هذه الأنشطة».
تعطيل حركة الطيران
في وقت متأخر من مساء الإثنين، شوهدت عدة طائرات مسيّرة كبيرة في أجواء مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى وقف عمليات الإقلاع والهبوط لأكثر من أربع ساعات. السلطات رفعت لاحقاً الحظر واستؤنف الطيران تدريجياً. الحكومة الدنماركية لمحت إلى احتمال تورط روسيا، بينما نفى الكرملين.
ليل الخميس، تكرر المشهد مع رصد مسيّرات مجهولة فوق أربعة مطارات أخرى، بينها إسبرغ وسوندربورغ وسكريدستروب حيث تتمركز مقاتلات F-16 وF-35 التابعة لسلاح الجو الدنماركي. الشرطة أشارت إلى أن الطائرات اتبعت النمط نفسه كما في حادثة كوبنهاغن.
بين التهدئة والتصعيد
رغم خطورة التطورات، أكد وزير الدفاع بولسن أنه «لا توجد تهديدات عسكرية مباشرة ضد الدنمارك»، لكنه أضاف أن بلاده تدرس اللجوء إلى المادة الرابعة من معاهدة حلف الناتو، وهو ما سيكون سابقة في تاريخها.
من جانبه، رئيس هيئة الأركان مايكل هيلدغورد رفض فكرة إسقاط الطائرات قائلاً: «لا يمكننا إطلاق النار عشوائياً في السماء، فما يُطلق يعود إلى الأرض». وأوضح أن الأهم هو جمع البيانات للوصول إلى الجهة المسؤولة.
تحذيرات ألمانية
في برلين، حذر وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (CSU) أمام البرلمان من «تهديد هجين يستهدف أوروبا»، مؤكداً أن القارة باتت عرضة «للتجسس والتخريب» باستخدام المسيّرات.
وقال دوبريندت إن المبدأ في التعامل مع هذه الهجمات يجب أن يكون: «رصد، صدّ، واعتراض»، مضيفاً أن ما يجري يعكس «سباق تسلّح بين تهديد المسيّرات وأنظمة الدفاع ضدها».
أبعاد إقليمية
الوقائع الأخيرة تُبرز هشاشة الأمن الجوي في شمال أوروبا وتطرح أسئلة حول حدود الردع في إطار الناتو، خاصة إذا ما ثبتت مسؤولية أطراف دولية كروسيا. الخطوة المقبلة قد تحدد ما إذا كان الحلف سيشهد تفعيل آلياته الدفاعية المبكرة لأول مرة لصالح الدنمارك.
