باريس – 25 يوليو 2025 | عرب 24
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي “وفاءً بالتزام فرنسا التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط”. وأوضح ماكرون أن الإعلان الرسمي سيتم خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل.
تحوّل دبلوماسي
خطوة باريس تُعدّ الأولى من نوعها من قبل دولة كبرى في مجموعة السبع، وقد تمثل نقطة تحوّل في الموقف الغربي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ماكرون ربط هذا القرار بسلسلة من الشروط السياسية والإنسانية، أبرزها وقف إطلاق النار في غزة، إطلاق سراح الرهائن، تفكيك البنية المسلحة لحركة حماس، وإعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف دولي.
ترحيب فلسطيني وغضب إسرائيلي
السلطة الفلسطينية رحبت بالقرار، واعتبرته تطورًا إيجابيًا في الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. في المقابل، عبّرت الحكومة الإسرائيلية عن غضبها الشديد، ووصفت الخطوة بأنها “مكافأة للإرهاب” وتشجيع لما أسمته بـ”الفوضى الإقليمية”. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن “فرنسا اختارت الوقوف إلى جانب القتلة بدلًا من الضحايا”.
ردود فعل دولية منقسمة
الولايات المتحدة عبّرت عن استيائها من القرار الفرنسي، معتبرة أنه يضر بمسار المفاوضات ويضعف الجهود المشتركة لإيجاد حل دائم للنزاع. أما بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وأيرلندا، فقد أشادت بالخطوة الفرنسية واعتبرتها استمرارًا طبيعيًا لما بدأت به هذه الدول سابقًا من اعتراف بفلسطين.
السياق الإقليمي
يأتي القرار في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين، فضلًا عن أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى مجاعة واسعة النطاق وشلل كامل في الخدمات. المجتمع الدولي يواجه ضغوطًا متزايدة للقيام بتحركات ملموسة، وليس فقط الاكتفاء بالتصريحات.
ما القادم؟
من المتوقع أن تُسرّع خطوة فرنسا من وتيرة تحركات دبلوماسية جديدة، خاصة في أوروبا، لدفع باتجاه فرض حل الدولتين كواقع سياسي وقانوني. كما يتوقع مراقبون أن تواجه فرنسا ضغوطًا من حلفائها الغربيين بسبب توقيت القرار وتداعياته على التوازنات الإقليمية.
خلاصة
إعلان فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية يُعد تطورًا استثنائيًا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. القرار يعكس تحولًا في المواقف الدولية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاطي السياسي مع ملف الشرق الأوسط، في وقت تزداد فيه الحاجة لحلول حقيقية تحفظ الدماء وتُعيد الأمل بالسلام.