شهدت إسبانيا والبرتغال، يوم الإثنين 28 أبريل 2025، انقطاعًا كهربائيًا غير مسبوق أدى إلى شلل شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية. وبحسب شركة “ريد إليكتريكا” الإسبانية، تم استعادة حوالي 90% من التيار الكهربائي في البر الرئيسي بحلول صباح الثلاثاء، بينما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة لهذا الانقطاع الواسع النطاق.
تفاصيل الانقطاع وتأثيراته
بدأ الانقطاع في الساعة 12:33 ظهرًا بتوقيت مدريد، مما أدى إلى توقف خدمات النقل العام، بما في ذلك المترو والقطارات، وتعطيل إشارات المرور، وانقطاع الاتصالات والإنترنت، وحتى توقف أجهزة الصراف الآلي. كما اضطرت المستشفيات للاعتماد على المولدات الاحتياطية لمواصلة تقديم الخدمات الحيوية.
في البرتغال، توقفت شبكة المترو في لشبونة، وتوقفت القطارات، وتعرضت إشارات المرور للشلل، مما أدى إلى فوضى مرورية. كما أُغلقت مطارات رئيسية مثل مطار لشبونة مؤقتًا، واضطرت إلى تشغيل المولدات لضمان استمرارية بعض الخدمات.
ردود الفعل الرسمية والتحقيقات الجارية
أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن الحكومة لا تستبعد أي فرضية بشأن أسباب الانقطاع، مؤكدًا أن جميع الاحتمالات، بما في ذلك الظواهر الجوية النادرة أو الأعطال التقنية في الشبكة الكهربائية، قيد التحقيق. وأشار إلى أن شبكة الكهرباء فقدت 60% من طاقتها في غضون خمس ثوانٍ فقط، وهو ما وصفه بأنه “حدث غير مسبوق”.
من جانبها، أوضحت شركة “ريد إليكتريكا” أن الانقطاع قد يكون ناتجًا عن “اهتزازات جوية ناتجة عن تقلبات حرارية حادة” أثرت على خطوط الجهد العالي وتسببت في فقدان التزامن بين الشبكات الأوروبية. وقدمت فرنسا والمغرب دعمًا طارئًا لإمدادات الكهرباء للمساعدة في استقرار الشبكة.
الجهود المبذولة لاستعادة التيار الكهربائي
بحلول صباح الثلاثاء، تم استعادة التيار الكهربائي بنسبة 90% في إسبانيا و94% في البرتغال. ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق تعاني من انقطاعات متفرقة، وتستمر الجهود لاستعادة الخدمة بالكامل. كما تم إعلان حالة الطوارئ في ثماني مناطق إسبانية، بما في ذلك مدريد والأندلس، لتنسيق الجهود بين السلطات المحلية والوطنية.
الدروس المستفادة والتحديات المستقبلية
سلط هذا الانقطاع الضوء على هشاشة الشبكات الكهربائية المترابطة في أوروبا، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة التي قد تكون عرضة للتقلبات. ويؤكد الخبراء على ضرورة تعزيز البنية التحتية الكهربائية وتحسين آليات الاستجابة للأزمات لضمان استقرار الشبكات في المستقبل.
وفي الوقت الذي تعود فيه الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها في إسبانيا والبرتغال، تبقى الأسئلة قائمة حول كيفية منع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.