عنف الشرطة الألمانية يثير استغراباً في إيرلندا – تباين المواقف في صراع غزة

هيئة التحرير
Published 3 أسابيع ago on 24 سبتمبر, 2025-0 views
عنف الشرطة الألمانية يثير استغراباً في إيرلندا – تباين المواقف في صراع غزة

دبلن – 23 سبتمبر 2025 | عرب 24

حادثة في برلين تثير جدلاً دولياً

أواخر أغسطس/آب، تعرّضت الناشطة الإيرلندية كِتّي أوبراين لإصابات خطيرة خلال مشاركتها في تظاهرة مؤيدة لفلسطين في برلين. الشرطة الألمانية اعتدت عليها بالضرب، ما أدى إلى كسر في الأنف وعظم العضد، ونُقلت على إثر ذلك إلى المستشفى لمدة أسبوع.

السفيرة الإيرلندية في ألمانيا، ميف كولينز، أعربت عن “قلقها” إزاء الحادث، فيما تجاهلت غالبية وسائل الإعلام الألمانية القضية، على عكس إيرلندا حيث تصدرت الحادثة الصحف المحلية مثل Southern Star وIrish Times.

خلفية شخصية وسياسية

كِتّي أوبراين، وهي ناشطة كويرية، عضو في تنظيم Irish Bloc Berlin الذي يعلن صراحةً تضامنه مع فلسطين، ويدعو إلى نضال شعبي ضد الاحتلال.

الاحتجاج الذي شهد الاعتداء لم يكن مرخصاً رسمياً في برلين، بينما في إيرلندا لا تُشترط تراخيص مسبقة للتظاهرات.

إيرلندا نفسها تحمل ذاكرة استعمارية طويلة تحت الحكم البريطاني حتى 1922، ما يجعل قطاعات واسعة من المجتمع تتعاطف مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.

التظاهرات في إيرلندا: تضامن دون قمع

في مدينة سكِبَرِين جنوب غربي إيرلندا، تُنظم تظاهرات مؤيدة لفلسطين كل يوم سبت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. يشارك فيها فلسطينيون مقيمون، ناشطون يساريون، جمهوريون إيرلنديون، وأشخاص من خلفيات متنوعة.

الشرطة الإيرلندية لا تتدخل في هذه التظاهرات، ولا توجد مراقبة علنية، وهو ما يختلف تماماً عن التعامل الأمني في برلين.

تفاصيل الاعتداء

وفق تقارير Irish Times، أظهرت مقاطع الفيديو لحظة تلقي أوبراين ضربتين مباشرتين من شرطي ألماني على الوجه، تبعها عنف أثناء توقيفها أدى إلى كسر في عظم العضد، الذي ثُبّت لاحقاً بـ 11 مسماراً جراحياً.

أوبراين نفسها صرّحت أن ما تعرضت له ليس “حادثاً فردياً”، بل جزء من “قمع منهجي” للتظاهرات المناهضة للسياسة الألمانية تجاه غزة. وأكدت أنها ستعود إلى الشارع حالما تسمح حالتها الصحية بذلك.

الموقف الإيرلندي من غزة

إيرلندا تُظهر منذ سنوات تعاطفاً واسعاً مع القضية الفلسطينية. سياسيون من مختلف الأطياف يصفون علناً ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية”. كما لوّح التلفزيون الرسمي RTE بمقاطعة مسابقة “يوروفيجن” إذا شاركت فيها إسرائيل عام 2026.

البرلمان الإيرلندي يستعد لمناقشة مشروع قانون يحظر استيراد بضائع من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

فجوة في الفهم بين برلين ودبلن

في حين ترى غالبية الشعب الإيرلندي أن الاحتلال الإسرائيلي أصل المأساة المستمرة، تصرّ ألمانيا على دعم تل أبيب عسكرياً وسياسياً. ويُعزى هذا الموقف الألماني جزئياً إلى “عقدة الذنب التاريخية” الناجمة عن المحرقة، بينما يعتبر كثير من المثقفين في إيرلندا أن برلين تستخلص “استنتاجات خاطئة” من الماضي النازي، عبر دعمها سياسات إسرائيل الحالية حتى لو تضمنت قمعاً أو تهجيراً.

الخلاصة

حادثة الاعتداء على كِتّي أوبراين في برلين باتت رمزاً للفجوة بين المواقف الألمانية والإيرلندية. ففي حين تُعتبر التظاهرات المؤيدة لفلسطين جزءاً من المشهد السياسي في إيرلندا، يُنظر إليها في ألمانيا كتهديد أمني. وبينما يتسع التضامن في دبلن مع غزة، تواصل برلين التمسك بسياسة دعم غير مشروط لإسرائيل، ما يثير انتقادات حادة في الداخل والخارج.

Breaking News
error: Content is protected !!