في الوقت الذي تتنافس فيه العديد من الأنواع المعروفة من العسل حول العالم على الاعتراف والتقدير، يبرز نوع نادر وفريد من عسل يشق طريقه من أعماق جزيرة سقطرى في اليمن. هذا العسل الأحمر المعروف بـ “عسل دم الأخوين”، يعد واحدًا من أندر وأغلى أنواع العسل في العالم.
فقد أظهرت أبحاث علمية حديثة أن سعر الكيلوجرام من العسل السقطري يمكن أن يصل إلى 180 دولارًا. تقول الباحثة الفرنسية كاميليا سيرجان، المتخصصة في العلوم النباتية والتي تعيش في سقطرى مع زوجها منذ عام 2002، إن العسل السقطري يتميز بطعمه القوي ورائحته النفاذة.
التنوع الحيوي الغني في جزيرة سقطرى يشمل أكثر من 850 نوعًا من الأشجار، تتراوح من أشجار العنبر والتين البري والعُنّاب وغيرها من الأنواع النباتية، بما في ذلك بعض الأنواع النادرة التي تحتاج إلى قرون لتنمو. تتغذى النحلة السقطرية على هذه الشجيرات، وتنتج عسلًا فريدًا بفضل هذا التنوع الحيوي.
“دم الأخوين”، كما يُطلق على هذا العسل، ليس فقط براقًا وغريبًا بل له أيضًا خصائص صحية مدهشة. تحاليل علمية أظهرت أنه يحتوي على جميع العناصر الضرورية للحياة، بما في ذلك الفيتامينات ب المركبة، المعادن، الهرمونات، السكريات والدهون، بالإضافة إلى حوالي 3% من المواد المجهولة التي لا يمكن تحليلها. هذه المكونات التي تعطي العسل خصائصه وقوته، كما يعبر عنها الباحثون، جعلت العديد منهم يطلقون على العسل اسم “المكونات السحرية للعسل”.
عسل دم الأخوين هو فعلاً مزيج مثالي من الجمال والنكهة والقيمة الغذائية. أكثر من مجرد مصدر للسكر، يعتبر هذا العسل نوعًا فريدًا من التراث الطبيعي لجزيرة سقطرى، وإنه يعكس حقيقة أن هناك الكثير لنتعلمه من الطبيعة الغنية والمتنوعة في هذه الجزيرة الرائعة.
