برلين – 25 سبتمبر 2025 | عرب 24
قرار تاريخي يضرب قلب الصناعة الألمانية
أعلنت شركة بوش، إحدى أكبر شركات توريد قطع السيارات في ألمانيا والعالم، عن خطة لإلغاء 13 ألف وظيفة في جميع مواقعها داخل ألمانيا. القرار شكّل صدمة في ولاية بادن-فورتمبيرغ وبقية المناطق الصناعية، حيث يُنظر إليه كضربة جديدة للاقتصاد الوطني.
المتحدث باسم الشركة، شتيفان غروش، أوضح أن التقليص سيشمل مصانع مرتبطة بإنتاج محركات الاحتراق والبطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، إضافةً إلى الإدارات المركزية وأقسام المبيعات.
حجم التقليصات
-
في العام الماضي أعلنت بوش بالفعل عن تقليص 9000 وظيفة.
-
مع القرار الجديد يصل العدد الإجمالي للوظائف الملغاة إلى 22 ألف وظيفة.
-
يعمل في قطاع التنقل (Mobility) لدى بوش في ألمانيا نحو 70 ألف موظف، أي أن ثلثهم تقريباً أصبح مهدداً.
المواقع المتضررة: شتوتغارت-فويرباخ، فايلبلينغن (حيث ستتوقف الإنتاجية تماماً)، شفايبردينغن (منطقة لودفيغسبورغ)، بوهل/بوهلرتال (بادن) وهومبورغ (سارلاند).
أسباب الأزمة
أرجعت الشركة هذه الخطوة إلى:
-
التحولات البنيوية في قطاع السيارات العالمي.
-
ضغط المنافسة والأسعار المرتفع دولياً.
-
الانتقال نحو المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية.
بحسب بيانات الشركة، حققت بوش عام 2024 هامش ربح بلغ 3,8٪ فقط، وهو أقل بكثير مما تحتاجه لضمان استقلاليتها المالية، خصوصاً أنها مملوكة لمؤسسة (Stiftung) لا توزع أرباحاً على المساهمين، بل تعيد استثمارها في مشاريع مستقبلية وأعمال خيرية.
التداعيات السياسية
أثار الإعلان موجة نقاش سياسي واسع. المستشار الألماني فريدريش ميرتس التقى برئيس مجلس إدارة بوش شتيفان هارتونغ لبحث تداعيات القرار.
من جانبها، دعت وزيرة الاقتصاد كاثرينا رايشه إلى مراجعة سياسة الاتحاد الأوروبي الخاصة بإنهاء استخدام محركات الاحتراق اعتباراً من عام 2035، مؤكدةً أن هناك نحو 35 مليون سيارة عاملة بهذه التقنية في السوق الألمانية وحدها. واقترحت التركيز على الوقود البديل منخفض الانبعاثات إلى جانب السيارات الكهربائية والهيدروجين.
انعكاسات أوسع
إلغاء آلاف الوظائف في بوش يعكس مرحلة صعبة تمر بها صناعة السيارات الألمانية، التي تواجه ضغوطاً مزدوجة بين متطلبات التحول البيئي وتنافسية السوق العالمية. التخوف قائم من أن هذه التطورات قد تشكل بداية فقدان الريادة الصناعية الألمانية في أحد أهم القطاعات.