في مساء الأحد، وقبل أسبوعين فقط من الانتخابات البرلمانية الألمانية لعام 2025، تواجه المستشار الألماني أولاف شولتس ومرشح الاتحاد المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس في مناظرة تلفزيونية استمرت 90 دقيقة، شهدت نقاشات حادة حول قضايا رئيسية مثل الاقتصاد، الهجرة، والسياسة الخارجية.
محتوى النقاش: المواجهة بين الخبرة والطموح
على مدار المناظرة، ركز شولتس على الاستقرار والاستمرارية، معتبرًا أن حكومته ضمنت تجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية بنجاح، بينما ركز ميرتس على التغيير والإصلاح، موجهًا انتقادات حادة لسياسات الحكومة الحالية، خاصة فيما يتعلق بإدارة ملف الهجرة وزيادة البيروقراطية.
نتائج استطلاعات الرأي: لمن كانت الغلبة؟
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته Forschungsgruppe Wahlen، جاءت النتائج متقاربة، حيث رأى 37% من المشاهدين أن شولتس كان الأفضل أداءً، مقابل 34% لميرتس، في حين لم يلاحظ 29% أي فارق واضح بينهما.
أما فيما يتعلق بالمصداقية، فقد تفوق شولتس بنسبة 42% مقابل 31% لميرتس، بينما حصل شولتس على نسبة 46% في سؤال من كان أكثر جاذبية، مقارنة بـ 27% لصالح ميرتس.
الانقسام بين الفئات العمرية والجندرية
📌 الشباب يفضلون شولتس، وكبار السن يميلون إلى ميرتس: أظهرت الاستطلاعات أن الناخبين الشباب (18-34 سنة) دعموا شولتس بنسبة 47% مقابل 25% لميرتس، في حين فضل الناخبون الأكبر سنًا (فوق 60 عامًا) ميرتس بنسبة 36% مقابل 34% لشولتس.
📌 الرجال مع ميرتس، النساء مع شولتس: حصل ميرتس على دعم 40% من الرجال مقابل 30% لشولتس، في حين فضلت 43% من النساء شولتس، مقابل 29% فقط لميرتس.
تحليل الأداء: صراع بين الواقعية والهجوم السياسي
أكدت مراسلة ZDF، ديانا زيمرمان، أن المناظرة جاءت “غنية بالمحتوى”، لكنها لم تكن هجومية كما كان متوقعًا. أوضحت أن شولتس اختار نهجًا هادئًا وركز على شرح السياسات والتحديات، بينما جاء أداء ميرتس أكثر وضوحًا ومباشرةً، حيث تحدث بلغة أقرب للناخبين الغاضبين من الوضع الحالي.
هل تغيرت خريطة الانتخابات بعد المناظرة؟
وفقًا للبروفيسور كارل رودولف كورت، فإن هذه المناظرة لم تكن حاسمة بما يكفي لقلب التوازنات السياسية، حيث لم يقع أي من المرشحين في أخطاء قاتلة، ولم يبرز أي منهما كفائز مطلق، على غرار ما حدث في مناظرات أمريكية مثل بايدن وترامب.
الرسائل الختامية: وعود سياسية متناقضة
📌 ميرتس: “لدينا خطة طموحة لهذا البلد، ونحن قادرون على قيادة حكومة ناجحة تعيد ألمانيا إلى مسارها الصحيح.”
📌 شولتس: “الاستقرار والاستمرارية هما الضمان الوحيد لازدهار ألمانيا، وهذا لن يتحقق إلا مع تصويتكم للحزب الاشتراكي الديمقراطي.”
ما التالي؟
مع اقتراب يوم الاقتراع، ستستمر الحملات الانتخابية في تكثيف جهودها، ولكن يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه المناظرة من التأثير على نتائج الانتخابات، أم أن الناخبين قد حسموا قراراتهم بالفعل؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار السياسي لألمانيا للسنوات القادمة.