في موقف سياسي لافت، أظهر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعمًا قويًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد يوم واحد فقط من المواجهة العنيفة التي تعرض لها في البيت الأبيض على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس.
دعم غير مشروط من المملكة المتحدة
استقبل ستارمر زيلينسكي بحرارة أمام 10 داونينغ ستريت في لندن، حيث عانقه علنًا، في إشارة واضحة إلى التضامن البريطاني مع أوكرانيا. وخلال الاجتماع، أكد ستارمر أن أوكرانيا تحظى “بدعم كامل عبر المملكة المتحدة”، مشددًا على أن “الحكومة البريطانية والشعب البريطاني يقفان إلى جانب أوكرانيا مهما طال الأمر.”
كما أشار إلى الهتافات المؤيدة لأوكرانيا التي أطلقها متظاهرون خارج مقر الحكومة البريطانية، قائلًا لزيلينسكي:
“آمل أنك سمعت بعضًا من تلك الهتافات في الشارع. هذا هو شعب المملكة المتحدة يعبّر عن دعمه لك ولأوكرانيا، وإصراره على تحقيق سلام دائم قائم على السيادة والأمن.”
توتر بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض
جاءت هذه الخطوة بعد توتر كبير شهدته واشنطن، حيث تعرض زيلينسكي لانتقادات لاذعة من ترامب ونائبه خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، ما أدى إلى تقصير مدة زيارته التي كانت تهدف في الأصل إلى إبرام اتفاق اقتصادي بين أوكرانيا والولايات المتحدة.
موقف أوروبي متماسك وسط تراجع أمريكي
في حين أن بعض القادة الأوروبيين انتقدوا علنًا تعامل ترامب مع زيلينسكي، إلا أن ستارمر تجنب ذلك بحذر، لكنه تحدث مباشرة مع ترامب وزيلينسكي يوم الجمعة قبل لقائه بالرئيس الأوكراني يوم السبت. كما يستعد لعقد قمة أوروبية اليوم الأحد تهدف إلى مناقشة ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا، خاصة مع تراجع الدور الأمريكي التقليدي في حماية الأمن الأوروبي.
وفي مقابلة مع BBC، أكد ستارمر أن “أي ضمانات أمنية لأوكرانيا لن تكون فعالة بدون دعم أمريكي.” وأضاف:
“عناصر السلام الدائم تشمل: أوكرانيا قوية، عنصر أوروبي للضمانات الأمنية، ودعم أمريكي. هذه الحزمة يجب أن تكون متكاملة.”
اتفاق مالي لدعم أوكرانيا
في خطوة ملموسة لدعم أوكرانيا، أعلنت بريطانيا عن اتفاق قرض بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني (حوالي 2.7 مليار دولار) لدعم القدرات الدفاعية الأوكرانية، وفقًا لوزير المالية الأوكراني سيرهي مارتشينكو، الذي أوضح أن هذه الأموال “مضمونة من الأصول الروسية المجمدة.”
ضغوط بريطانية على واشنطن
يُعد ستارمر من بين أكثر القادة إصرارًا على دفع واشنطن لتقديم ضمانات أمنية واضحة لأوكرانيا، في محاولة لردع مزيد من العدوان الروسي في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
خلاصة
- ستارمر يعزز دعم بريطانيا لأوكرانيا بعد توتر مع واشنطن.
- زيلينسكي يلتقي الملك تشارلز الثالث اليوم الأحد.
- المملكة المتحدة تقدم قرضًا بمليارات الدولارات لدعم الدفاع الأوكراني.
- القادة الأوروبيون يسعون لضمان أمن أوكرانيا وسط انسحاب أمريكي جزئي.
- ستارمر: “السلام الدائم يحتاج دعمًا أمريكيًا بجانب الجهود الأوروبية.”
يبقى السؤال: هل ستنجح بريطانيا وأوروبا في تعويض التراجع الأمريكي، أم أن كييف ستُترك في مواجهة روسيا وحدها؟