قررت الهيئة الاتحادية للهجرة واللاجئين (بامف) في ألمانيا تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بشكل مؤقت، مشيرةً إلى أن اتخاذ قرارات في الوقت الحالي سيكون “غير مستقر ومبنيًا على أسس هشة”، وفقًا لما ذكره متحدث رسمي ردًا على استفسارات صحيفة “دير شبيغل”.
الوضع الراهن في سوريا
جاء هذا القرار في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة على العاصمة دمشق. ومع أن هذا التطور يشكل منعطفًا تاريخيًا، إلا أن الوضع في سوريا لا يزال غير واضح، مما أثار مخاوف بشأن سلامة وأمان المواطنين العائدين.
عدد الطلبات المتأثرة
يتأثر بالقرار نحو 47,270 طلب لجوء، من بينها حوالي 46,000 طلب أولي. وأوضحت الهيئة أن الإجراءات المعلقة تشمل فقط الطلبات التي تعتمد قراراتها على تقييم الوضع الحالي في سوريا.
السوريون في ألمانيا
حتى نهاية أكتوبر 2024، بلغ عدد الأشخاص ذوي الأصول السورية في ألمانيا 974,136 شخصًا. من بينهم:
• 5,090 شخصًا معترف بهم كطالبي لجوء.
• 321,444 يتمتعون بوضع الحماية كلاجئين.
• 329,242 لديهم حماية ثانوية، أي أنهم لا يتمتعون بوضع اللاجئ أو بحق اللجوء، ولكنهم معرضون لخطر جدي في بلدهم الأصلي.
بين يناير ونوفمبر 2024، قدم 74,971 سوريًا طلبات لجوء جديدة، مما يجعل السوريين أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا هذا العام.
موقف الحكومة الألمانية
أكدت الحكومة الألمانية، على لسان متحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوضع في سوريا لا يزال “ديناميكيًا للغاية”، ولا يمكن حاليًا التنبؤ بتأثيره طويل الأمد على اللاجئين السوريين في ألمانيا. وأضاف المتحدث أن تقرير تقييم الوضع في سوريا سيتم تحديثه “عندما تهدأ الأوضاع وتتضح الصورة”.
إجراءات مشابهة في دول أخرى
على صعيد متصل، أعلنت النمسا تعليق جميع طلبات اللجوء للسوريين أيضًا، حيث صرح وزير الداخلية النمساوي بأن الحكومة تعمل على إعداد برنامج منظم لإعادة اللاجئين.
التحديات المستقبلية
تعكس هذه القرارات حالة الترقب والانتظار التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين السوريين. وفي حين يثير الوضع في سوريا قلقًا دوليًا، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن البلاد من تحقيق الاستقرار اللازم الذي يتيح عودة الملايين من اللاجئين إلى ديارهم؟
